الحمد لله.
استقبال القبلة في الصلاة أمر بالغ الأهمية ، إذ تتوقف عليه صحة الصلاة ، ولذلك اهتم العلماء قديما وحديثا بطرق تحديد القبلة ، ومنها : الشمس .
فيمكن تحديد القبلة بواسطة الشمس وذلك عن طريق معرفة الجهة التي تشرق منها أو تغرب فيها ، وبالتالي يمكن تحديد الجهات الأربع كلها ( الشرق والغرب ، الشمال والجنوب ) ثم يتم تحديد اتجاه القبلة .
فمن كان يعلم أن قبلته في جهة الشرق استقبل جهة الشرق ، ومن كان يعلم أن قبلته في جهة الشمال جعل جهة الشرق على يمينه واستقبل جهة الشمال ......وهكذا .
ولكن هذه الطريقة لا يستفيد منها إلا من يعلم اتجاه القبلة بالنسبة له ، هل تقع في المشرق أو المغرب ......إلخ ولكنه فقط يحتاج إلى تحديد الجهات الأربع .
انظر : "المغني" (2/105)
وقد ذكر العلماء المعاصرون والمختصون بعلم الفلك طريقة حديثة في تحديد اتجاه القبلة بواسطة الشمس ، وهو ما يعبرون عنه بـ "الاستفادة من ظاهرة تعامد الشمس على مكة المكرمة" .
وبيان ذلك :
أن الشمس تتحرك شمال وجنوب خط الاستواء في فصلي الصيف والشتاء ، ومكة تقع شمال خط الاستواء ( بينه وبين مدار السرطان ) .
ومعنى هذا ، أن الشمس ستمر بمكة مرتين كل سنة ، مرة أثناء حركتها شمال خط الاستواء ، والأخرى أثناء رجوعها ، وعند دخول وقت صلاة الظهر حسب التوقيت المحلي لمكة تكون الشمس عمودية تماماً على مكة المكرمة ، فمن ينظر إلى الشمس في هذه اللحظة يكون مستقبلاً لجهة القبلة تماما ، لأن الشمس في تلك اللحظة تكون فوق مكة مباشرة .
وهذان اليومان هما 28 مايو الساعة 9 صباحا والدقيقة 18 بتوقيت جرينتش ، واليوم الثاني : 16 يوليو الساعة 9 صباحا والدقيقة 27 بتوقيت جرينتش .
ولكن هذه الظاهرة لا يستفيد منها إلا من يرى الشمس في هذه اللحظة ، أما من يكون عندهم ليل في هذا الوقت فلا يمكنهم الاستفادة منها .
ولكن هناك يومان آخران تكون الشمس فيهما عمودية على المكان الذي يقابل الكعبة من الجانب الآخر من الكرة الأرضية ، وهما : 28 نوفمبر الساعة 21 والدقيقة 9 بتوقيت جرينتش ، ويوم 13 يناير الساعة 21 والدقيقة 9 بتوقيت جرينتش .
ولكن يكون اتجاه القبلة معاكسا تماما للاتجاه الذي فيه الشمس ، فيعطي الإنسان ظهره للشمس ، والجهة التي أمامه هي جهة القبلة .
وبهذا يمكن لجميع أهل الأرض تحديد اتجاه القبلة بدقة بواسطة الشمس .
تعليق