الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 - 22 نوفمبر 2024
العربية

يطلب منه شطب العيوب التي أظهرها جهاز الاختبار حتى لا يراها الزبون

95353

تاريخ النشر : 31-01-2007

المشاهدات : 8994

السؤال

بعد سنوات من البحث وجدت أخيرا عملاً في شركة بالقطاع الخاص لكن مشكلتي هو أنه ومن بين الأعمال المكتبية المكلف بها يطلب مني القيام بتحضير بيانات وطبعها حتى ترفق مع الملف التقني النهائي , ولعلمكم فإن هذه البيانات تصدر أوتوماتكيا من جهاز الاختبار بعد توصيله مع الأعمال المنجزة في الورش , وما يقلقني هو أنه يطلب مني معالجة تلك البيانات على الحاسوب وشطب كل العيوب التي أظهرها جهاز الاختبار في البيان التقني , مع أنه من المفروض في حالة تواجد عيوب أن يقوم العمال بالعودة عند الزبون وإصلاحها, لكن الزبون لما يرى البيان الصادر من جهاز الاختبار خاليا من العيوب فإنه يقوم بدفع الفاتورة , لأن هذا البيان له مصداقية كبيرة ويصعب تزويره إلا على برامج متطورة على الحاسوب, فأرجوكم أن تدلوني على الحل وأخرجوني من دوامة تأنيب الضمير.

الجواب

الحمد لله.


التصرف في البيانات على النحو الذي ذكرت ، غش وخداع لا يجوز ، ويترتب عليه أكل أموال الناس بالباطل .
وكل من شارك في هذا الغش فهو آثم .
والواجب أن يبين للمشتري ما في الأعمال المنجزة من عيب ، فإن رضي به فذاك ، وإلا أصلحه العمال كما ذكرت .
روى مسلم (101) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : (من غشنا فليس منا) .
وروى البخاري (2079) ومسلم (1532) عن حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا ، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا ، وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا ).
واعلم أن الرزق أمر كتبه الله تعالى وقدره ، قبل أن يخلق السموات والأرض ، فلا يحملنك استبطاء الرزق أن تطلبه بمعصية الله .
قال صلى الله عليه وسلم : (إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها ، و تستوعب رزقها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله ، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته) رواه أبو نعيم في الحلية ، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (2085) .
فالواجب عليك أن تنصح القائمين على الشركة ، وأن تبين لهم حرمة الغش وعاقبته في الدنيا بمحق البركة ، وفي الآخرة بالعذاب ، جزاء الظلم وأكل المال بالباطل ، فإن استجابوا لك فالحمد لله ، وإن لم يستجيبوا ، فاطلب الانتقال إلى عمل لا يلحقك فيه إثم ولا ذنب ، وإلا فابحث عن مكان آخر ، ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) الطلاق/2، 3
نسأل الله تعالى أن يوسع عليك في رزقك ، وأن يبارك لك في مالك ، وأن يغنيك بالحلال عن الحرام .
والله أعلم .
 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب