الحمد لله.
لا شك أن هذا تصرف خاطئ من زوجك هداه الله ، فليس للزوج أن يتهم زوجته هذا الاتهام القبيح دون بَيِّنة .
وزراعة الشكوك ، والاسترسال فيها ، ومحاولة التحقق منها ، مما يقوّض بناء الأسرة ، ويعجل بانهيارها ، نسأل الله العافية .
وعليك أن تبيني لزوجك خطأ ظنه ، وأن تؤكدي له براءتك وطهارتك ، ولو استدعى ذلك أن تقسمي له على هذه البراءة ، وأنك محبة له ، راغبة في استمرار العيش معه ، فإنه زوجك ، وأبو أولادك ، وبينكما هذه العشرة الطويلة التي لا يصح أن تنتهي لمجرد شك يلقيه الشيطان في قلب الإنسان .
ثم أنت قد عرفت السبب الذي أوجب شكّه ، وهو ما يدعيه من عدم رغبتك في جماعه ، فاجتهدي في تغيير هذه الصورة التي ارتسمت في ذهنه ، وتوددي إليه ، وتقربي منه ، واعلمي أن هذا مما يرفع قدرك عند الله ، وبه تنالين الأجر والثواب ، فلا تتردي في ذلك ، واحرصي على أن تنالي من زوجك فرصة للتصحيح والتغيير ، وعِديه بذلك ، وبددي قلقه وشكه بإقبالك واهتمامك وحرصك .
والجئي إلى الله تعالى وسَليه أن يرفع هذه الغمة ، وأن يصلح حالكما ، وأن يهدي زوجك ، وأن يسعدكما في الدنيا والآخرة .
وإن رأيت من أهله أو من أهلك من يمكنه النصح والتوجيه ، ويُرجى من وساطته الخير ، فاستعيني به في هذا الأمر .
ونوصيك بتفقد عبادتك وطاعتك ، فإن العبد يبتلى بذنبه ، ولعلك مقصرة في شيء من حق الله تعالى ، فإن كان الأمر كذلك فعودي إلى الله ، وتداركي ما فات ، فإن من أصلح حاله مع ربه ، أصلح له ما بينه وبين خلقه .
قال بعض السلف : إني لأعصي الله فأرى ذلك في خلق زوجتي ودابتي .
وأكثري من الصلاة والذكر ، وقراءة القرآن في البيت ، لا سيما سورة البقرة ، فإن الإنسان قد يحسد على ما هو فيه من النعمة والاستقرار .
نسأل الله لكما التوفيق والعون والهداية والرشد .
والله أعلم .
تعليق