الحمد لله.
هذا الحديث لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم .
ولا ريب أن جهاد النَّفس سابقٌ على جهاد الكفار ، وذلك لأنّ الإنْسَان لا يجاهد الكفار ، إلا بعد مجاهدة نفسه ، لأن القتال مكروه إلى النفس ، قال تعالى : ( كُتِبَ عليكم القِتَالُ وهو كُرْهٌ لَكُمْ وعَسَى أن تكرهوا شيئا وهو خيرٌ لكم وعسى أنْ تحبوا شيئا وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) البقرة/216 ، فالمهم أن جهاد الأعداء لا يتم إلا بعد جهاد النفس عليه ، وتَحْمِيلها هذا الأمر . حتى تَنْقَادَ وتَطْمَئِنّ .
فتاوى منار الإسلام للشيخ ابن عثيمين رحمه الله 2/421 .
قال ابن القيم : " فالجهاد أربع مراتِب : جهاد النفس ، وجهاد الشياطين ، وجهاد الكفار ، وجهاد المنافقين .
وجهاد النفس بأن يُجَاهِدَهَا على تَعَلُّمِ الهُدَى ، والعَمَلِ به بَعْدَ عِلْمِهِ ، والدعوة إليه ، والصبر على مَشَاقّ الدّعوة إلى الله ، وجهاد الشيطان : جهاده على دفع ما يُلْقِي إلى العبد من الشُبُهَاتِ والشّهَوَات ، والشكُوكِ القَادِحة في الإيمان ، وجهاده على ما يُلْقِي إليه من الإرادات الفاسدة والشهوات ، وجهاد الكفار والمنافقين بالقلب واللسان والمال والنفس ، وجهاد الكفار أخَصُّ باليَدِ وجهاد المنافقين أخَصُّ باللِّسان ... قال : وأكْمَلُ الخَلْقِ من كَمَّلَ مراتِبَ الجِهَاد كلّها ، والخَلْقُ مُتَفَاوِتُونَ في منازِلِهِمْ عند الله ، تفاوتهم في مراتب الجهاد ... " ا.هـ. زاد المعاد 3/9-12 ،
والله أعلم .