حكم العمل في شركة قانونية مجال عملها الأسواق المالية
هل يجوز أن أعمل موظف تكنولوجيا المعلومات في شركة قانونية ، تعمل أساساً في تعاملات السوق المالية ، مثل عمليات الدمج ، والشراء ، والطلبات العامة الابتدائية ، إضافة إلى أن الشركة قد يكون لديها تداولات في القرض ، والفائدة ، المتعلق بالأعمال .
للاستزادة عن الشركة فهذا هو رابطها : ... .
الجواب
الحمد لله.
الأسواق المالية تعج بالمخالفات الشرعية ، ويكثر فيها الوقوع في المحرمات ، كبيع
وشراء العملات ، والذهب ، من غير أن يتم التقابض من الطرفين ، ومثل التعامل ببعض
الأنظمة كنظام " فوريكس " و " مارجن " – ينظر حكمهما في جواب السؤال رقم (
93334 ) - ،
والتعامل بهما من المحرمات ، ومثل بيع وشراء أسهم شركات ومصانع تتاجر في الأشياء
المحرمة ، وبيع وشراء أسهم البنوك والمؤسسات الربوية الصرفة ، وغير ذلك كثير .
والعمل في شركة أو مؤسسة تشرف على تعاملات الأسواق المالية ، أو غيرها من أمكنة
يُعصى فيها الله تعالى كالفنادق ، والأماكن السياحية : لا يعفي الموظف من المشاركة
في الإثم ، وكونه أعان على الإثم والعدوان ، وبخاصة من كان يباشر في وظيفته العمل
على تنظيم وترتيب الأعمال المحرمة ، أو الفوائد الربوية .
والله تعالى كما حَرَّم على المسلم أن يعصيه ، حَرَّم عليه أيضاً أن يعين العاصي
على معصيته ، فقال الله تعالى : (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا
تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ
شَدِيدُ الْعِقَابِ)
المائدة/2
.
ولذا فإننا من خلال النظر في طبيعة عمل الشركة : لا نرى أنه عمل مباح ، بل هو
محرَّم ، وفيه مباشرة لكتابة الربا ، وتدوين الإثم والمعصية ، فيما يتعلق بعمل
الشركة نفسها ، ليس هذا فحسب ، بل الشركة المسؤول عنها هي شركة قانونية ، تراعي
حماية مصالح منتسبيها ، وتدافع عنهم ، وتطالب بأموالهم ، وقد تكون أموالاً ربوية
صرفة ، كما أن عملها لن يخلو من مخالفات أخرى بسبب طبيعة ترخيصها كشركة قانونية ،
وكل عملها نابع من القانون لا من الشرع ، فكيف يكون عملاً حلالاً ؟
قال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
"لا يجوز للمسلم أن يشتغل في بنك ، أو مصرف ، أو مؤسسة ، أو شركة ، أو عند فرد ممن
يتعامل بالربا ؛ لورود الأدلة الدالة على تحريم الربا ، والإعانة عليه ، والأعمال
كثيرة ، ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً ، ولفظ الحديث : (لعن رسول الله صلى
الله عليه وسلم آكل الربا ، وموكِله ، وكاتبه ، وشاهديه ، وقال : هم سواء)
رواه مسلم في صحيحه
، وروى البخاري بعضه عن أبي جحيفة رضي الله عنه بلفظ : (لعن رسول الله صلى الله
عليه وسلم آكل الربا ، وموكله ، والواشمة ، والمستوشمة ، والمصوِّر)"
انتهى
.
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الله بن غديان .
" فتاوى اللجنة
الدائمة " ( 15 / 49 ) .
ولمعرفة حكم "
المحاماة " والعمل في هذا المجال : انظر جوابي السؤالين : (
9496 ) و (
82799 ) .
فعليك أن تبحث عن وظيفة مباحة ، وأن تترك التفكير في التوظف في تلك الشركة ، ونسأل
الله أن يعوضك خيراً تجده في إيمانك قوةً ، وفي دنياك رزقاً حسناً .
والله أعلم