الحمد لله.
لم يرد في السنة الصحيحة استحباب قراءة هذه الآيات والسور في أذكار الصباح والمساء على هذا النحو ، وإنما الذي صح قراءة الآيات والسور الآتية :
آية الكرسي ، وأواخر سورة البقرة ، وسورة الإسراء ، والزمر ، والسجدة ، وتبارك ، والكافرون ، والإخلاص ، والمعوذتان .
وقد سبق سرد الأدلة الصحيحة في جواب السؤال رقم : (72591)
ومن الأدلة الصحيحة أيضا :
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ: " الم تنزيل " – أي السجدة - و " تبارك الذي بيده الملك " .
رواه الترمذي ( 2892 ) وقال حسن غريب . وصححه الألباني في " السلسلة الصحيحة " (رقم/585)
وانظر جواب السؤال رقم : (26240)
وعن عبد الله بن خبيب رضي الله عنه قال :
( خرَجْنَا فِي لَيْلَةِ مَطَرٍ وَظُلْمَةٍ شَدِيدَةٍ نَطْلُبُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصَلِّيَ لَنَا ، فَأَدْرَكْنَاهُ ، فَقَالَ : أَصَلَّيْتُمْ ؟ فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا . فَقَالَ : قُلْ . فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا . ثُمَّ قَالَ : قُلْ . فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا . ثُمَّ قَالَ : قُلْ . فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! مَا أَقُولُ ؟ قَالَ : قُلْ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ )، وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي وَحِينَ تُصْبِحُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ )
رواه أبو داود (5082) والترمذي (3575) وقال : حسن صحيح . وصححه النووي في " الأذكار " (107)، وحسنه الألباني في " صحيح أبي داود ".
وقد ورد في سورة الإخلاص بعد الفجر موقوفات ضعيفة ، منها ما يرويه ابن أبي شيبة في " المصنف " (6/102) بسند فيه رجل مجهول ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: ( من قرأ بعد الفجر ( قل هو الله أحد ) عشر مرات لم يلحق به ذلك اليوم ذنب وإن جهدته الشياطين )
وأما أواخر سورة الحشر فالحديث فيها ضعيف أيضا لا يثبت :
عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - : أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ، وَقَرَأَ ثَلَاثَ آيَاتٍ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْحَشْرِ ، وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يُصَلُّونَ عَلَيْهِ حَتَّى يُمْسِيَ ، وَإِنْ مَاتَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مَاتَ شَهِيدًا ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُمْسِي كَانَ بِتِلْكَ الْمَنْزِلَةِ )
رواه الترمذي (2922) وقال : حديث غريب . قال النووي : " إسناده فيه ضعف " انتهى. " الأذكار " (ص/114)، وقال الذهبي في " ميزان الاعتدال " (1/632): غريب جدا . وقال الشيخ الألباني في " إرواء الغليل " (2/58): " علته خالد بن طهمان . قال ابن معين : ضعيف خلط قبل موته بعشر سنين " انتهى.
فالحاصل أننا ننصحك بالالتزام بما ورد في السنة النبوية ، ففيه الغنية والكفاية عن زيادة ما عداه .
والله أعلم .