الحمد لله.
لا شك أن هذا أمر محزن ومؤلم ، والمسلم لا يرضى الفحش في أهل بيته ، ولا يقبل به ، وإذا كان هذا الفحش صادراً من أنثى في الأسرة : كان أشد إيلاماً على النفوس الشريفة من أهل بيتها .
وكثيراً ما نسمع ونرى من تصرفات حمقاء خرقاء ، من بعض من يظن نفسه مصيباً في فعله ، فيسارع إلى قتل أخته ، أو ابنته ، إن علم بوجود علاقة بينها وبين رجل أجنبي ، وقد لا تكون تتعدى المراسلات والمكالمات ، نعم فعلها محرَّم ، ونعم غيرته حسنة طيبة في أصلها ، لكن تصرفه مخالف للشرع ، وليس حكم من كلمت أجنبيّاً ، أو راسلته أنها تُقتل .
وقد بينَّا هذه المسألة بتفصيلٍ وافٍ في جواب السؤال : ( 8980 ) .
ولذا فنحن نشكر لك غيرتك المحمودة ، ونشكر لك توجهك بالسؤال لنا ، ونسأل الله تعالى أن يوفقك لأن تصيب الحق والصواب في تصرفك معها ، ونسأله تعالى أن يهديها ، وأن يصلح حالها .
وملخص ما نذكره هنا هو قطع الأسباب التي أدَّت بها إلى الوقوع في ذلك المنكر ، فلا تمكنوها من الاتصال بالآخرين ، لا عن طريق الإنترنت ، ولا عن طريق الهاتف ، بل يجب أن تحمى عن افتراس الرجال لها ، وافتتانهم بها ، وافتتانها بهم .
ثم ينبغي أن تكون هذه الاحتياطات الإضافية مصحوبة بتقوية الوازع الإيماني عندها ، وتعريفها بحكم مثل هذه العلاقات في الشرع ، وخطرها على دين المسلم ، وتقوية مراقبتها لربها ، وتعظيمها لشرعه وحرماته .
ولتفصيل الموقف الشرعي من هذه الأخت ، ولمعرفة الأسباب التي تؤدي بالنساء للوقوع في هذا المنكر ، ولمعرفة العلاج الناجع معها : انظر جواب السؤال رقم : ( 111665 ) .
ونضيف هنا مما لم نذكره هناك : أن تحاول أنت وأهلك بكل ما أوتيتم من قوة وحكمة أن توقفوا أختك عن العمل المختلط والخروج من المنزل بمفردها ؛ لما يترتب على الاختلاط من مفاسد ، ومحاذير ، وقد رأيتم أنتم في أختكم هذه الآثار المدمرة .
وقد سبق بيان ذلك في أجوبة الأسئلة : ( 1200 ) و ( 60221 ) و ( 39178 ) و( 22397 ) .
والله الموفق