الحمد لله.
الأصل في صور ذوات الأرواح أنها حرام ، سواء كانت مجسمة (تماثيل) ، أو كانت لا ظل لها ، كالصور التي تكون في اللوحات ، أو الملابس ، أو نحوها .
وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم (10668) ، وفي جواب السؤال رقم (143709) بيان حكم شراء الملابس التي عليها صور .
وهذا التحريم يتعلق بمسألة التصوير ، بغض النظر عن الصورة نفسها هل فيها مخالفة شرعية أولا ؛ فصور العلماء ، أو الرجال ، أو الأطفال ، أو الحيوانات ، كلها داخلة في هذا الحكم ؛ فالصور هي في حد ذاتها مخالفة شرعية .
فأما إذا أضيف إلى ذلك اشتمال الصور على مخالفة شرعية ، كأن تكون الصورة لامرأة عارية ، أو تكشف شيئا من بدنها ، ولو كان الوجه أو الكفين ، فقد ازداد الأمر حرمة وإثما ، لاشتماله على مخالفة أخرى ، سوى التصوير .
فكيف إذا كانت الصورة لدعاة الفساد ، وناشري الرذيلة والخنا ، من الممثلين والمغنين ونحوهم ، الذين تتاجر بصورهم مجلات الفسق والرذيلة ، لتزيد تعلق النفوس المريضة بهم ؛ فمثل هذه الصور لا يشك في تحريمها من علم حكم التصوير ، ثم علم ما لهذه الصور من أثر في تعلق القلوب وفسادها بها ، وهو ما عبر عنه السائل بقوله : ( وهذا لحب الفنانة فقط ) ؛ فماذا تريد بعد ذلك ، يا عبد الله ؟!
وقد قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا تَدْخُلُ الْمَلَائِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صُورَةٌ )
رواه البخاري (3075) ومسلم (3930) .
وينظر جواب السؤال رقم (13214) .
وإذا علم أنه يحرم اقتناء هذه الصور ، فكل ما حرمه الله ، فإن بيعه وشراءه حرام ، وبذل المال فيه هو إضاعة له ، وهو من التبذير والإسراف المحرم . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ حُرِّمَتْ عَلَيْهِمْ الشُّحُومُ فَبَاعُوهَا وَأَكَلُوا أَثْمَانَهَا ؛ وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا حَرَّمَ أَكْلَ شَيْءٍ حَرَّمَ ثَمَنَهُ ) رواه أحمد (2546) .
وينظر جواب السؤال رقم (49676) .
والله أعلم .