الكلام على حديث ( الْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الأُمَّةِ )

26-12-2010

السؤال 158488

لقد وجدت حديثاً على شبكة الإنترنت وفيه يقول الرسول صلي الله عليه وسلم: " الْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الأُمَّةِ ، إِنْ مَرِضُوا فَلا تَعُودُوهُمْ ، وَإِنْ مَاتُوا فَلا تَشْهَدُوهُمْ" وقد راجعت سنن أبو داوود ولم أجد الحديث؟ فهل هذا حديث صحيح أم ضعيف؟

الجواب

الحمد لله.


هذا الحديث رواه أبو داود في "سننه" (4691) "كتاب السنة – باب : في القدر" عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضِي الله عنْهُما عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( الْقَدَرِيَّةُ مَجُوسُ هَذِهِ الْأُمَّةِ ، إِنْ مَرِضُوا فَلَا تَعُودُوهُمْ وَإِنْ مَاتُوا فَلَا تَشْهَدُوهُمْ )
وكذا رواه الحاكم (286) والبيهقي (21391) والطبراني في "الأوسط" (2494) والبغوي في "شرح السنة" (1/78) وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (19/62) وابن أبي عاصم في "السنة" (268) وغيرهم ، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ، وصححه ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (5/446) ، وحسنه الشيخ الألباني في "صحيح أبي داود" وغيره ، وقال السفاريني في "لوائح الأنوار" : لا أقل من أن يكون حسنا .

وصدره قد روي من طرق أخرى متعددة . قال ابن القيم رحمه الله :
" هَذَا الْمَعْنَى قَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ حَدِيث اِبْن عُمَر , وَحُذَيْفَة , وَابْن عَبَّاس , وَجَابِر بْن عَبْد اللَّه , وَأَبِي هُرَيْرَة , وَعَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن الْعَاصِ , وَرَافِع بْن خَدِيج " انتهى من "تهذيب سنن أبي داود" (2 /347)

قال البيهقي رحمه الله :
" وإنما سموا قدرية ؛ لأنهم أثبتوا القدر لأنفسهم ، ونفوه عن الله سبحانه وتعالى ، ونفوا عنه خلق أفعالهم وأثبتوه لأنفسهم ، فصاروا بإضافة بعض الخلق إليه دون بعض مضاهين للمجوس في قولهم بالأصلين النور والظلمة وأن الخير من فعل النور والشر من فعل الظلمة " انتهى من "الاعتقاد" (ص245)
وقَالَ الْخَطَّابِيُّ رحِمه الله : " إِنَّمَا جَعَلَهُمْ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجُوسًا لِمُضَاهَاةِ مَذْهَبهمْ مَذْهَب الْمَجُوس فِي قَوْلهمْ بِالْأَصْلَيْنِ النُّور وَالظُّلْمَة يَزْعُمُونَ أَنَّ الْخَيْر مِنْ فِعْل النُّور , وَالشَّرّ مِنْ فِعْل الظُّلْمَة , فَصَارُوا ثنَويّة . وَكَذَلِكَ الْقَدَرِيَّة يُضِيفُونَ الْخَيْر إِلَى اللَّه تَعَالَى وَالشَّرّ إِلَى غَيْره , وَاَللَّه سُبْحَانه وَتَعَالَى خَالِق الْخَيْر وَالشَّرّ جَمِيعًا ، لَا يَكُون شَيْء مِنْهُمَا إِلَّا بِمَشِيئَتِهِ ، فَهُمَا مُضَافَانِ إِلَيْهِ سُبْحَانه وَتَعَالَى خَلْقًا وَإِيجَادًا ، وَإِلَى الْفَاعِلَيْنِ لَهُمَا مِنْ عِبَاده فِعْلًا وَاكْتِسَابًا " انتهى.
"شرح مسلم" (1/154)

والله أعلم .

الإيمان بالقضاء والقدر مذاهب وفرق
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب