الحمد لله.
وما لم يرد في الكتاب أو السنة من أسماء الله وصفاته
فلا سبيل إلى العلم به ، لأن العلم بأسماء الله وصفاته موقوف عليهما ، وما لا علم
لنا به نكله إلى عالمه ، كما في دعاء الكرب : ( أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ
سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ
فِي كِتَابِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ) رواه أحمد
(3704) وصححه الألباني في "الصحيحة" (199)
قال ابن القيم رحمه الله :
" فدل على أن لله سبحانه وتعالى أسماء وصفات استأثر بها في علم الغيب عنده دون خلقه
لا يعلمها ملك مقرب ولا نبي مرسل ، وحسبنا الإقرار بالعجز والوقوف عند ما أذن لنا
فيه من ذلك ، فلا نغلو فيه ، ولا نجفو عنه " انتهى .
"بدائع الفوائد" (2 /413) .
فتبين بذلك أن إطلاق الاسم المذكور ( زاهر ) ، أو غيره
مما لم يرد به النص الشرعي ، هو من تجاوز حدود المأذون ، إلى القول على الله تعالى
بغير علم .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" لا يجوز تسمية الله تعالى ، أو وصفه بما لم يأت في الكتاب والسنة ؛ لأن ذلك قول
على الله تعالى بلا علم ، وقد قال الله تعالى : ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ
الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ
الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ
تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) الأعراف/ 33 . وقال : ( وَلَا
تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ
كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ) الإسراء/36
انتهى من"مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين" (4 /230) .
والله تعالى أعلم .
راجع لمعرفة المزيد جواب السؤال رقم : (48964)