الحمد لله.
لما قتل ابن آدم أخاه لم يدر ماذا يصنع به ، لأنه أول ميت مات من بني آدم ، فأرسل
الله تعالى غراباً يثير الأرض ليدفن فيه غراباً آخر ميتاً ـ على ما قاله بعض
المفسرين ـ قال الله تعالى : (فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ
لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَاوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ
أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنْ
النَّادِمِينَ) المائدة/31 .
والحكمة من تخصيص الغراب : أن الغراب هو الذي يقوم بدفن الأشياء دون غيره من
الحيوانات .
قال القاسمي رحمه الله : "حكمة تخصيص الغراب : كون
الغراب دأبه المواراة . قال أبو مسلم : عادة الغراب دفن الأشياء . فجاء غراب فدفن
شيئاً فتعلم ذلك منه" انتهى من "محاسن التأويل" .
وقال الألوسي رحمه الله : " والغراب : طائر معروف . قالوا : والحكمة في كونه
المبعوث دون غيره من الطيور أو الحيوان ، لأنه يتشاءم به في الفراق والاغتراب ، أو
لأن من عادة الغراب دفن الأشياء " انتهى من "روح المعاني" (3/286) .
والله أعلم