الحمد لله.
وإذا قُدِر أنه سيتحرى في الذهاب بنسائه : المكان الخالي ؛ فإنه - مع ذلك - لا يمكنه أن يأمن ألا يجيء شخص أجنبي عنهم ، فيطلع على نسائه ، والمرأة إذا نزلت الماء ثم خرجت منه - ولو بجلبابها - : التصقت ثيابها بجسدها ، وتحددت معالم بدنها ، وعورتها ، فلم يجز لها أن تظهر كذلك أمام غير زوجها .
وينظر: جواب السؤال رقم : (5066) ، وجواب السؤال رقم : (126454) .
ثانيا :
كراهتك لهذا الأمر ونهيك عنه ورفضك إياه تحمدين عليه ؛ لأنه من الإيمان .
ولا يضرك خصام الزوج وهجره بسبب ذلك ؛ لأنه إنما يهجرك في غير معروف ، حيث لا طاعة
له في معصية الله .
راجعي جواب السؤال رقم : (40040) ، وجواب السؤال رقم : (88099) .
وإذا كان الزوج لا يجوز له أن يهجر فراش زوجته أو يخاصمها لغير مسوغ شرعي ، فهجرانه فراشها وخصامها بسبب محرم أشد منعا وأشد تحريما .
لكن الواجب عليك أن تكوني حكيمة في التعامل مع زوجك في مثل ذلك ، وبيني له الحكم الشرعي بهدوء وحكمة ، واستعيني بالمواد العلمية الشرعية : من مقال ، أو فتوى منشورة ، أو سماع درس ، أو موعظة ، أو قراءة كتاب أو مطوية ، حول ذلك الأمر .
واجتهدي في أن تتحببي إلى زوجك ، وأن تكرميه ، وتطيعيه ، بل بالغي في إكرامه وطاعته ، فيما لا إثم فيه ولا معصية ، كي يفهم أن الأمر ليس عنادا معه ، وإنما هو تقديم لطاعة الله ، وحرص على مرضاته ، وقدمي له الإحسان بكل ما أمكنك .
فإذا شعرت أن الأزمة لم تُحَلَّ بينكما ، فيمكنك في ذلك الاستعانة بذوي العقل والحكمة من أهلك أو أهله ، فإن لم يتيسر فمن المقربين من زوجك ، إذا لم يكن يغضب الزوج من تدخلهم في مثل ذلك .
والله المسئول سبحانه أن يصلح أحوال المسلمين في بيوتهم وكافة شئونهم .
والله أعلم .