الحمد لله.
أولا :
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أعظم واجبات الدين ، ومن أجلّ ما يتصف به
المسلم الغيور على دينه .
كما أن محبة الخير للمسلمين ، والسعي في استتابة عصاتهم ونصحهم ودعوتهم بالحكمة
والموعظة الحسنة ، وخاصة إذا كانوا من ذوي الرحم القريبة : من محاسن أهل الإسلام ،
فإن المسلم يحب الخير للمسلم كما يحبه لنفسه ، ويكره الشر له كما يكرهه لنفسه .
فالمتعين عليكم نصح أختكم بالحكمة واللطف واللين ، وتخويفها بالله وبعقوبته العاجلة
والآجلة ، والصبر عليها في ذلك ، وعدم اليأس من صلاحها وتوبتها .
انظر جواب السؤال رقم : (96371) ، (106443)
.
ثانيا :
إنكار المنكر والعمل على إزالته وتغييره من الواجبات الشرعية على من يقدر عليه ،
فمن قدر على إزالة المنكر ، ولم يترتب على ذلك مفسدة أعظم ، أزاله .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" كُلُّ مَا كَانَ مِنْ الْعَيْنِ أَوْ التَّأْلِيفِ الْمُحَرَّمِ فَإِزَالَتُهُ
وَتَغْيِيرُهُ مُتَّفَقٌ عَلَيْهَا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، مِثْلَ إرَاقَةِ خَمْرِ
الْمُسْلِمِ، وَتَفْكِيكِ آلَاتِ الْمَلَاهِي، وَتَغْيِيرِ الصُّوَرِ
الْمُصَوَّرَةِ " .
انتهى من "مجموع الفتاوى" (28/ 118) .
وإحضار أختكم هذه المسكرات
في بيتكم ، مع نهيكم إياها عن ذلك ، فيه تعد لحدود الله ، وتعد عليكم ، وعدم
الاستجابة للنصح في ترك المنكر ، فالواجب عليكم إراقة هذه المسكرات والتخلص منها
ومن آنيتها ، ولا حرمة لأختكم في ذلك ، لأنها المتعدية على حق الله وحق عباده .
ينظر جواب السؤال رقم : (144196).
ثم يعاد عليها بالنصح والوعظ
الحسن ، ولا بأس أن يصاحبه تهديد وزجر .
فإن لم تمتنع من ذلك ، أو لم تبد تجاوبا معكم : فلا تسمحوا لها بالإقامة في المنزل
، حتى لا تدخل فيه المنكرات ، ولتقم في منزلها الذي تسكن هي فيه دائما .
وحيث إنها فعلت ما فعلته دون
علمكم ورضاكم ، وبعد أن نهيتموها عنه : فإنه لا إثم عليكم فيما فعلته هي ، إذا
غيرتم هذا المنكر ، وأزلتموه من منزلكم عند علمكم بوجوده في بيتكم .
إنما الإثم على من فعل الإثم وتلبس به ، أو رضي بفعله ولم ينكره ، أو أعان على فعله
.
ثم إن ذلك كله لا يمنع من قيامكم عليها : بالنصح ، والوعظ ، والدعوة إلى الله جل
جلاله ، عسى الله أن يهدي قلبها ، ويردها إلى رشدها .
والله تعالى أعلم .