الحمد لله.
في هذا الحديث إشارة إلى ما
سيحدث من الردة والرجوع إلى عبادة الأصنام .
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ ) هذه العبارة
بيّن أهل العلم أنها تشير إلى عبادة هؤلاء النساء لهذا الصنم ، والطواف حوله ؛
فاضطراب الألية كناية عن السعي والحركة حول هذا الصنم .
قال النووي رحمه الله تعالى :
" أما قوله (أَلَيَاتُ) فبفتح الهمزة واللام ، ومعناه أعجازهن ، جمع ألية ، والمراد
يضطربن من الطواف حول ذي الخلصة ، أي : يكفرون ويرجعون إلى عبادة الأصنام " .
انتهى من " شرح صحيح مسلم " (18 / 33) .
وهذا الذي نص عليه الكثير من شراح الحديث .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى :
" ويحتمل أن يكون المراد أنهن يتزاحمن ، بحيث تضرب عجيزة بعضهن الأخرى عند الطواف
حول الصنم المذكور .
وفي معنى هذا الحديث ما أخرجه الحاكم عن عبد الله بن عمر قال : ( لا تقوم الساعة
حتى تدافع مناكب نساء بني عامر على ذي الخلصة ) ، وابن عدي من رواية أبي معشر عن
سعيد عن أبي هريرة رفعه : ( لا تقوم الساعة حتى تعبد اللات والعزى ) " .
انتهى من " فتح الباري " (13 / 76) .
فالحاصل ؛ أن المقصود بهذا العبارة هو بيان عبادتهن لهذا الصنم ، وحرصهن على الطواف والسعي حوله ، وتزاحمهن على ذلك المنكر العظيم .
والله أعلم .