الحمد لله.
أولا:
إسرافيل ، عليه السلام ، هو من الملائكة المكرمين ، ومن عباد الله المقربين .
وهو صاحب الصور ، في المشهور من أقوال أهل العلم ، والآثار .
وينظر جواب السؤال رقم : (49009) ، ورقم : (221967) .
أما كونه - عليه السلام - من حملة العرش ، فقد قال بذلك بعض العلماء ، وتوقف فيه آخرون .
قال البيهقي: " وَإِذَا انْقَضَتِ الْأَشْرَاطُ، وَجَاءَ الْوَقْتُ الَّذِي يُرِيدُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِمَاتَةَ الْأَحْيَاءِ ، مِنْ سُكَّانِ السَّمَاوَاتِ وَالْبِحَارِ وَالْأَرَضِينَ : أَمَرَ إِسْرَافِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَهُوَ أَحَدُ حَمَلَةِ الْعَرْشِ فِي قَوْلِ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ ، وَصَاحِبُ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ ؛ فَيَنْفُخُ فِي الصُّورِ ، وَهُوَ الْقَرْنُ " انتهى من "شعب الإيمان" (1/ 529).
وأخرج ابن أبى حاتم في تفسيره (10/3370) ، عن ابن زيد قال: " لم يسم من حملة العرش إلا إسرافيل ، قال: وميكائيل ليس من حملة العرش " انتهى.
وممن قال إنه من حملة العرش : الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب ، والشيخ ابن عثيمين - رحمهما الله .
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب : "ومن ساداتهم : إسرافيل عليه السلام ، وهو أحد حملة العرش ، وهو الذي ينفخ في الصور " انتهى من "أصول الإيمان" (ص98).
وقال الشيخ ابن عثيمين : " ومنهم اسرافيل - عليه الصلاة والسلام - وهو أحد حملة العرش العظام ، وهو موكل بالنفخ في الصور " انتهى من "شرح رياض الصالحين" (1/ 440).
واستدلوا بما جاء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى أَصْحَابِهِ ، فَقَالَ : مَا جَمَعَكُمْ ؟ ، فَقَالُوا : اجْتَمَعْنَا نَذْكُرُ رَبَّنَا ، وَنَتَفَكَّرُ فِي عَظَمَتِهِ ، فَقَالَ : لَنْ تُدْرِكُوا التَّفَكُّرَ فِي عَظَمَتِهِ ، أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِبَعْضِ عَظَمَةِ رَبِّكُمْ ؟ قُلْنَا : بَلَى ، يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ: إِنَّ مَلَكًا مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ يُقَالُ لَهُ : إِسْرَافِيلُ ، زَاوِيَةٌ مِنْ زَوَايَا الْعَرْشِ عَلَى كَاهِلِهِ ، قَدْ مَرَقَتَا قَدَمَاهُ الْأَرْضَ السَّابِعَةَ السُّفْلَى ، وَمَرقَ رَأْسُهُ مِنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ الْعُلْيَا " .
أخرجه أبو الشيخ في "العظمة" (2/ 697) ، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/ 65) ، وقال : " تَفَرَّدَ بِهِ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ عَنِ الْأَحْوَصِ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَرَوَاهُ عَبْدُ الْجَلِيلِ بْنُ عَطِيَّةَ، عَنْ شَهْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَامٍ " انتهى.
وهو حديث ضعيف ، في إسناده يحيى بن سعيد العطار وهو ضعيف ، والأحوص بن حكيم ضعيف الحفظ . وينظر : "تهذيب التهذيب" (1/192).
كما أن فيه شهر بن حوشب ؛ وهو متكلم فيه ، قال شعبة : لقيت شهرا فلم أعتد به ، وقال النسائى : ليس بالقوى . ووثقه أحمد وابن معين ، وقال أبو حاتم : ما هو بدون أبي الزبير . وينظر : "تهذيب التهذيب" (4/371).
ولم يثبت في حديث صحيح أن إسرافيل - عليه السلام - من حملة العرش ، ولذلك فالإمساك عن القول بأنه من حملة العرش أفضل .
ثانيًا:
جاء أن حملة العرش الآن أربعة ، ويوم القيامة ثمانية ، قيل ثمانية أملاك ، وقيل ثمانية صفوف من الملائكة .
والقول بأن حملة العرش اليوم أربعة ، هو قول جمهور المفسرين ، ورجحه جماعة ، منهم : ابن كثير .
قال ابن الجوزي رحمه الله : "وجاء في الحديث أنهم اليوم أربعة ، فإذا كان يوم القيامة أمدهم الله بأربعة أملاك آخرين، وهذا قول الجمهور" انتهى من "زاد المسير" (4/ 331).
ولمزيد من التفصيل ينظر جواب السؤال رقم : (288236) ، و(288291).
والله أعلم.