الحمد لله.
مثل هذه الأمور من المعتاد أن يلاقيها المرء في سبيل دعوته للناس إلى الخير ؛ وعلى الداعي إلى الله، ومعلم الناس الخير: أن يتحلى بالصبر والرفق، ويتبع سبيل الحكمة.
فهؤلاء الزملاء إن كان بعضهم يرغب في التعلم ، والبعض يرفضه، فالذي ينبغي أن تستمر في تقديم دروسك لمن يرغب فيها، ولا تقطع الخير.
وأما إن وجدت من بعضهم حسدا، أو غيرة ، فاللائق بمعلم الخير أن يصبر ويتجاوز عن جهلهم، كما هي صفة عباد الرحمن.
قال الله تعالى:( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ) الفرقان /63.
وقابل إساءتهم بالإحسان، فلعل ذلك يغير ما في نفوسهم ، وأن ينزغ كيد الشيطان، ونزغه من بينكم .
وأما إن كانوا كلهم يرفضون دروسك، فالحكمة أن لا ترغمهم عليها؛ فإن هذا لا يؤدي إلى فائدة في العادة، بل يولّد لديهم معاندة الحق.
قال الله تعالى: ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) النحل/125.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
" الحكمة: أن تنزل الأمور منازلها، في الوقت المناسب، والكلام المناسب، والقول المناسب، لأن بعض الأماكن لا تنبغي فيها الموعظة، وبعض الأزمنة لا تنبغي فيها الموعظة.
وكذلك بعض الأشخاص لا ينبغي أن تعظهم في حال من الأحوال ، بل تنتظر حتى يكون مهيئا لقبول الموعظة " انتهى من " شرح رياض الصالحين" (4 / 73).
وإذا كان زملاؤك في العمل لا يرغبون في التعلم منك ، فابحث عن غيرهم ممن هو حريص على الفائدة والتعلم .
والله أعلم.