أطلب أن تفسروا لي هذه الآية (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ*الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ)
الحمد لله.
قال الله تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ* الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ* وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ الماعون/4-7؛ وفي هذه السورة الكريمة: "يتوعَّدُ ربُّنا المصلِّينَ الذين يَلهونَ عن الصلاة فيؤخِّرونها عن وقتِها، أو يتركونها أحياناً فلا يصلُّونها، أولئكَ المصلِّين الذين يقومونَ بأعمالِهم ليراهم الناس، وهمُ المنافقون، الذين لا يعطونَ الناس ولا يُعينونَهم بشيء: لا بزكاةٍ ولا بغيرِها من المنافعِ التي يُنْتَفَعُ بها؛ كالقِدْرِ، والفأسِ، والدَّلْوِ، وغيرِها". انظر: "تفسير جزء عم" للشيخ مساعد الطيار: (ص/241).
قال اابن كثير في "التفسير" (8/ 493): " قال ابن عباس، وغيره: يعني المنافقين، الذين يصلون في العلانية، ولا يصلون في السر.
ولهذا قال: للمصلين أي: الذين هم من أهل الصلاة وقد التزموا بها، ثم هم عنها ساهون، إما عن فعلها بالكلية، كما قاله ابن عباس، وإما عن فعلها في الوقت المقدر لها شرعا، فيخرجها عن وقتها بالكلية، كما قاله مسروق، وأبو الضحى.
وقال عطاء بن دينار: والحمد لله الذي قال: عن صلاتهم ساهون ولم يقل: في صلاتهم ساهون.
وإما عن وقتها الأول، فيؤخرونها إلى آخره دائما أو غالبا.
وإما عن أدائها بأركانها وشروطها، على الوجه المأمور به.
وإما عن الخشوع فيها، والتدبر لمعانيها.
فاللفظ يشمل هذا كله، ولكن من اتصف بشيء من ذلك قسط من هذه الآية. ومن اتصف بجميع ذلك، فقد تم نصيبه منها، وكمل له النفاق العملي" انتهى.
وقال السعدي: في "تيسير الكريم الرحمن" (ص: 935): "فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ أي: الملتزمون لإقامة الصلاة، ولكنهم عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ أي: مضيعون لها، تاركون لوقتها، مفوِّتون لأركانها؛ وهذا لعدم اهتمامهم بأمر الله، حيث ضيعوا الصلاة، التي هي أهم الطاعات، وأفضل القربات، والسهو عن الصلاة، هو الذي يستحق صاحبه الذم واللوم. وأما السهو في الصلاة، فهذا يقع من كل أحد، حتى من النبي صلى الله عليه وسلم.
ولهذا وصف الله هؤلاء بالرياء والقسوة وعدم الرحمة، فقال: الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ أي يعملون الأعمال لأجل رئاء الناس"، انتهى.
وينظر للفائدة هذه الأجوبة: 2182، 83165، 5208، 83997، 20340.
والله أعلم.