تسبب في أذية أصدقائه فهل يلزمه إخبارهم إذا نوى التوبة ؟

28-05-2004

السؤال 45281

تعرفت على أحد الشباب المنحرفين ، وكان يستعملني لإيقاع بعض الشباب في حباله ، وقد ساعدته بالفعل ، ولكن شيئاً من ذلك لم يكن والحمد لله ، حتى أنني ساعدته على عمل سحر لأحد الشباب غير أنه لم يضره والحمد لله .
وقد تبت الآن ، وابتعدت عن ذلك الشاب المنحرف ، وصحبت أهل الخير ، وبدأت في حفظ القرآن الكريم .
وسؤالي : هل من شروط توبتي أن أخبر هذا الشاب بما فعلته من السحر معه حتى تقبل توبتي ؟.

الجواب

الحمد لله.

نحمد الله تعالى أن وفقك للتوبة ، والبعد عن رفقاء السوء ، ويجب عليك مداومة شكر الله تعالى ، وسؤاله الثبات والتوفيق والهدى .

وحقوق الآدميين يجب إرجاعها إن كانت حقوقاً مادية ، أما الحقوق المعنوية - كالغيبة - فالراجح - والله أعلم - أنه لا يعلمه بأنه قد اغتابه إذا لم يعلم ، بل يكفيه أن يستغفر من ذنبه ، وأن يستغفر لأخيه في مقابل ما حصل منه من غيبه وإيذاء له .

وأذية هذا الشاب بالكيد والسحر هو من الحقوق المعنوية التي لا يلزمك إخباره بما فعلته معه ، ويكفيك أن تحقق شروط التوبة الصادقة من الندم والإقلاع والعزم على عدم العود ، مع وجوب كف صاحب السوء وغيره عنه بما تستطيعه .

وانظر جواب السؤال رقم ( 6308 ) .

لكن… إذا علم ذلك الشاب أو غيره بما كنت تفعله معه من مكر وحيلة فعليك الاعتذار له ، وطلب العفو منه ، لأنك إنما مُنِعت من إخباره إذا لم يعلم حتى لا تؤذيه بذلك ، ولئلا يكون ذلك سبباً للقطيعة بينكما ، وحدوث العداوة والبغضاء ، فإذا كان قد علم بذلك انتفت تلك المفسدة ، وبقي اعتذارك له مصلحة محضة .

نسأل الله تعالى أن يتقبل توبتك

والله تعالى أعلم .

التوبة
عرض في موقع إسلام سؤال وجواب