الاثنين 22 جمادى الآخرة 1446 - 23 ديسمبر 2024
العربية

حكم التدرب في البنك الربوي خلال الأجازة لأخذ الخبرة

104930

تاريخ النشر : 01-05-2008

المشاهدات : 28592

السؤال

إنا طالبة بالمرحلة الجامعية وباقي لي سنة وأخلص دراستي بقسم الأدب الإنجليزي وفي فترة الإجازة نزلت بعض البنوك تدريب للطلاب خلال فتره الصيف براتب 2000 بالشهر أنا قدمت عندهم وقبلوني والآن أنا أتدرب عند البنك السعودي البريطاني وأنا أعرف أنه بنك غير إسلامي بس قصدي أني أتدرب عندهم خلال هذه الفترة عشان آخذ شهادة الخبرة وأكتسب خبرة منهم وإذا تخرجت يكون عندي فرصة كبيرة أن أتوظف ببنك إسلامي . السؤال : هل شغلي وتدريبي معهم يعتبر من الربا أو حرام مع العلم أن وجودي معهم لأتدرب وأتعلم منهم . . . . ولو كان ما يجوز ماذا أفعل أتركهم الآن مع أنه باقي لي تقريباً أسبوعين وتنتهي فترة التدريب . . . وماذا أفعل بالراتب هل يجوز لي أن آخذ منه شيئاً أو أتصدق فيه لأني أخاف أكل الحرام ؟

الجواب

الحمد لله.

لا يجوز العمل في البنوك الربوية ؛ لما في ذلك من التعاون على الإثم والعدوان ، وقد قال الله تعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) المائدة/2 ، كما ورد لعن من أعان على الربا بالكتابة أو الشهادة ، كما في الحديث الذي رواه مسلم (1598) عن جابر رضي الله عنه قال : ( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا ، ومؤكله ، وكاتبه ، وشاهديه . وقال : هم سواء ).
وقد صرح أهل العلم بتحريم العمل في هذه البنوك ولو في الحراسة أو النظافة أو الخدمة .
جاء في "فتاوى اللجنة الدائمة" (15/41): " لا يجوز لمسلم أن يعمل في بنك تعامله بالربا ، ولو كان العمل الذي يتولاه ذلك المسلم غير ربوي ؛ لتوفيره لموظفيه الذين يعملون في الربويات ما يحتاجونه ويستعينون به على أعمالهم الربوية ، وقد قال تعالى : (وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَان) المائدة/2.
عبد العزيز بن عبد الله بن باز . عبد الرزاق عفيفي . عبد الله بن غديان . عبد الله بن قعود
وسئلت اللجنة الدائمة للإفتاء أيضا : ما حكم العمل في البنوك الحالية ؟
فأجابت : "أكثر المعاملات المصرفية الحالية يشتمل على الربا ، وهو حرام بالكتاب والسنة وإجماع الأمة ، وقد حكم النبي صلى الله عليه وسلم بأن من أعان آكل الربا وموكله بكتابة له ، أو شهادة عليه وما أشبه ذلك ؛ كان شريكا لآكله وموكله في اللعنة والطرد من رحمة الله ، ففي صحيح مسلم وغيره من حديث جابر رضي الله عنه : (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه . وقال : هم سواء) . والذين يعملون في البنوك المصرفية أعوان لأرباب البنوك في إدارة أعمالها : كتابة أو تقييدا أو شهادة ، أو نقلا للأوراق أو تسليما للنقود ، أو تسلما لها إلى غير ذلك مما فيه إعانة للمرابين ، وبهذا يعرف أن عمل الإنسان بالمصارف الحالية حرام ، فعلى المسلم أن يتجنب ذلك ، وأن يبتغي الكسب من الطرق التي أحلها الله ، وهي كثيرة ، وليتق الله ربه ، ولا يعرض نفسه للعنة الله ورسوله" انتهى .
عبد العزيز بن عبد الله بن باز . عبد الرزاق عفيفي . عبد الله بن غديان . عبد الله بن منيع . "فتاوى اللجنة الدائمة" (15/38) .

وسئلت أيضا (15/55) : أ- هل العمل في البنوك خصوصا في الدول الإسلامية حلال أم حرام ؟
ب - هل هناك أقسام معينة في البنك حلال كما يتردد الآن وكيف ذلك إذا كان صحيحا ؟
فأجابت : "أولا : العمل في البنوك التي تتعامل بالربا حرام ، سواء كانت في دولة إسلامية أو دولة كافرة ؛ لما فيه من التعاون معها على الإثم والعدوان الذي نهى الله سبحانه وتعالى عنه بقوله : (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ) المائدة/2.
ثانيا : ليس في أقسام البنك الربوي شيء مستثنى فيما يظهر لنا من الشرع المطهر ؛ لأن التعاون على الإثم والعدوان حاصل من جميع موظفي البنك" انتهى .
عبد العزيز بن عبد الله بن باز عبد الرازق عفيفي عبد الله بن قعود
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : هل يجوز العمل في مؤسسة ربوية كسائق أو حارس ؟
فأجاب : "لا يجوز العمل بالمؤسسات الربوية ولو كان الإنسان سائقا أو حارسا ، وذلك لأن دخوله في وظيفة عند مؤسسات ربوية يستلزم الرضى بها ، لأن من ينكر الشيء لا يمكن أن يعمل لمصلحته ، فإذا عمل لمصلحته فإنه يكون راضيا به ، والراضي بالشيء المحرم يناله من إثمه. أما من كان يباشر القيد والكتابة والإرسال والإيداع وما أشبه ذلك فهو لاشك أنه مباشر للحرام . وقد ثبت من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه . وقال : هم سواء" " انتهى نقلا عن "فتاوى إسلامية" (2/401) .
وعلى هذا ، فلا يجوز التدرب في البنك الربوي ؛ لأنه يقتضي كتابة الربا أو الشهادة عليه ، أو إعانة من يفعل ذلك .
ويلزمك التوقف عن هذا العمل ، والتخلص من المال الذي أُعطى لك ، بصرفه إلى الفقراء والمساكين وأوجه الخير .
نسأل الله أن يزيدك علما وفقها وتحريا للحلال وبعدا عن الحرام .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب