الحمد لله.
على الإنسان أن يتوقع الآهات والآلام التي توقعه في شيء من الأمراض المعدية والفتاكة ، ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : (لا يُورد ممرض على مصح) والممرض الذي يملك الإبل المريضة بالجرب ونحوه ، أي أن من يملك إبلا مريضة عليه ألا يرد الأرض أو الماء الذي يرده من يملك إبلا صحيحة ، مخافةَ أن ينتقل المرض من الإبل المريضة إلى الإبل الصحيحة فيعمّ المرض .
وورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : (فِرّ من المجذوم فرارك من الأسد) والمجذوم هو الذي أصيب بمرض الجذام وهو عبارة عن قروح سيئة ينتشر أثرها بإذن الله .
ونحن نعتقد بأن هذه الأمراض لا تعدي بطبعها لقوله عليه الصلاة والسلام : (لا عدوى ولا طيرة) أي : أنها ليست تعدي بنفسها ولكن الله هو جعلها منتقلة ، فجعل فيها ما تكون مسببة لانتقال المرض من شخص إلى آخر ، فتكون المخالطة سبباً في ذلك ، فيتجنب الإنسان الأسباب التي ينتقل بها المرض عملا بالأحاديث .
ولا شك أن كل شيء بقضاء الله وقدره ، وقد أنكر الله عز وجل على الذين يتطيرون بقوله سبحانه : (فَإِذَا جَاءَتْهُمْ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ) أي يقولون : هذا بشؤم موسى ومن معه ، وما أصابنا إلا بسبب شؤمهم وشرّهم ، فأنكر الله عليهم بقوله تعالى : (أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ) . والأدلة واضحة بأن الأمراض إذا حصل المخالطة لأهلها يحصل بإذن الله الانتقال ، وقد يحصل الاختلاط دون العدوى بتوفيق الله .
ولمزيد الفائدة ينظر جواب السؤال رقم (137801) .
والله أعلم
تعليق