الحمد لله.
نسأل الله تعالى أن يوفقك لما فيه رضاه ، ونشكر لك حرصك على الاستقامة على دين الله تعالى ، وعدم الوقوع في الإثم ، وقد أثلجت صدرنا بموقفك المشرف في آخر رسالتك وأنك على استعداد لإعادة الفصل الدراسي مع مدرس آخر ، وهو يدل – إن شاء الله – على صدق عندك في السؤال لكي تستجيب لا لمجرد الاستفسار .
والذي نراه في موضوعك :
1. أنه ليس عليك إعادة الفصل الدراسي ؛ لسببين :
أ. لعدم تعلق الرشوة المدفوعة من قبل مجموعتك بنجاحك في الفصل
الدراسي ، فأنت ذكرت أنك عملت بنشاط في دراستك ومشاريعك ، فأنت مستحق – والحالة هذه
– ما وضعه ذلك المدرس المرتشي لك من درجات ، أو تستحق ـ على الأقل ـ تجاوز الفصل
إلى ما يليه .
ب. لعدم علمك بما خططت له مجموعتك ونفذته من الاتفاق مع الدرس
المرتشي ورشوته ، وما كنتَ تدفعه من مال إنما كان – في اعتقادك – من أجل مصروفات
طباعة البحوث ومتعلقاتها .
2. يجب عليك نصح أفراد تلك
المجموعة بحرمة ما فعلوا ، فالرشوة من كبائر الذنوب لو كانت مالاً ، فكيف لو كانت
خمرة محرَّمة وشربها من كبائر الذنوب ؟! .
وينظر جواب السؤال رقم ( 104241 )
.
3. ويحرم عليك مشاركتهم في الدراسة معهم في الفصل القادم ، إلا أن يعلنوا توبتهم من فعلهم المحرَّم ويعزموا صادقين على عدم العودة له .
4. يجب عليك أن تبلغ هذا
المرتشي ، حرمة ما فعله ، وأن تنصحه ، وتبين له حرمة ذلك ، سواء كان بتكليمه مباشرة
، إذا تمكنت من ذلك ، وغلب على ظنك أنه لا يستطيع أن يسبب لك ضررا زائدا ، أو أذى
لا تحتمله .
فإن أصرَّ على منكراته ومعاصيه ولم يُظهر ندماً ولا أسفاً على فعله : فنرى أن
تبلِّغ عنه إدارة الجامعة ، وليس شرطاً أن تُظهر نفسك وأن تعرِّف بحالك عند إبلاغهم
، ويكفيك أن تعطيهم حقائق معينة تدل على صدق كلامك ، ولتكن المسئولية بعد ذلك على
تلك الإدارة ، والمهم أن ذمتك تبرأ بالنصح له ، فإن لم تكن استجابة منه : فبالتبليغ
عن ذلك الفعل المشين للإدارة المسئولة .
لكن ، كما قلنا ، ينبغي لك أن تحسن تقدير الظرف ، ولا تدخل في مواجهة ، ربما لا
تكون متكافئة ، وتضع نفسك في عداوة صريحة ، أو خصومة مباشرة مع هذا المرتشي ، ونسأل
الله أن يعينك على طاعته وأن يوفقك لما فيه رضاه .
والله أعلم
تعليق