السبت 20 جمادى الآخرة 1446 - 21 ديسمبر 2024
العربية

هل ما حصل بينها وبين زميلها من الكلام يعتبر زواجا ؟

151524

تاريخ النشر : 25-07-2010

المشاهدات : 49693

السؤال

أنا طالبة ابلغ من العمر 21 عاما ادرس في جامعة مختلطة حيث الجامعات في بلدنا هي جامعات وكليات مختلطة ، قبل سنتين تقريبا وهو أول عام لي في الجامعة حدث معي موقف ومر كباقي المواقف ، ولكني تذكرته حين سمعت حديث : ( ثلاثة جدهن جد وهزلهن هزل النكاح والطلاق والعتق ) ، حيث كنت أنا وصديقة لي وثلاثة من زملائنا الأولاد في المترو ، أعلم أن الاختلاط حرام وأن الكلام والحديث بين الجنسين لا يجوز ، ولكن هذا ماحدث معي ، وما أذكره أنا فتحنا موضوع الزواج من ضمن الكلام ، فقالت صديقتي لأحد الزملاء : ما رأيك بفلانة ، تقصدني أنا ، تقصد الزواج مني ، فقلت : أنا موافقة على سبيل الكلام والمزاح ، فسألته صديقتي مرة أخرى : ما رأيك ؟ فظل زميلنا صامتا ينظر إلينا بكسوف ، فسألته أنا : ما رأيك ؟ لا أتذكر ما قاله أو رد علي ؟! وكان يقف بعيدا عنا بقليل رجل يلبس العباءة مثل لبس رجال الدين في بلدنا ، فقربت من صديقتي وقلت لها وأشرت على هذا الرجل : وهذا الماذون بصوت منخفض ، لا أظن أنه سمعنا ، كل هذا كان على سبيل المزاح . وسألت زميلي هذا : ما رأيك ، للمرة الثانية ، فقلت له : إني موافقة ، ولكن لم اقصد الزواج منه بنية هذا الكلام ، كله على سبيل الكلام والمزاح . في الحقيقة لا أتذكر مارد به زميلي ، أنا أتذكر أنه كان صامتا طول كلامي أنا وصديقتي وينظر لنا وللناس بكسوف ، لكن لا أتذكر رده النهائي ، وكذلك لا أذكر أنني قلت له صيغة الزواج : زوجتك نفسي ، كل ما قلته : إنني موافقة ، ولم يرد علي بصيغة القبول : قبلت !! ولم أفكر أني أتزوج من غير أهلي ، هل هذا يعتبر عقد زواج أم إنه مجرد كلام ، أم ماذا ؟؟ أنا أعاني من كثير من القلق والخوف والاضطراب والتفكير ، وأعاني من وسواس يكاد يدمر حياتي ، وعندما أقرأ أن الإمام أبا حنيفة أجاز الزواج من غير ولي يكاد يجن جنوني ، إذ إن بلدي مصر تسير على المذهب الحنفي ، دماغي شلت عن التفكير ، ولا اعرف ماذا أفعل ؟

الجواب

الحمد لله.

أولا :

ما حصل بينك وبين زميلك ، وقولك له : موافقة ، ولزومه هو الصمت ، لا يعتبر زواجا ، لأن المرأة لا يصح أن تزوج نفسها ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا نكاح إلا بوليّ ) رواه أبو داود (2085) وصححه الألباني في إرواء الغليل (1839) .
وروى ابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تزوج المرأة المرأة ، ولا تزوج المرأة نفسها ) قال الحافظ ابن حجر في بلوغ المرام : رجاله ثقات .
وصححه أحمد شاكر في "عمدة التفسير" (1/285) وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (1848) .

وقوله صلى الله عليه وسلم : ( أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهَا فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ فَإِنْ دَخَلَ بِهَا فَلَهَا الْمَهْرُ بِمَا اسْتَحَلَّ مِنْ فَرْجِهَا فَإِنْ اشْتَجَرُوا فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ ) رواه أحمد ( 24417) وأبو داود (2083) والترمذي (1102) وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 2709
 

فتزويج المرأة لنفسها باطل ، على فرض وجود الإيجاب منها والقبول من الرجل ، فكيف والحال أن زميلك هذا لم يقل شيئا ؟!

والحنفية وإن جوزوا النكاح بلا ولي ، إلا أنهم لا يعتبرون ما ذكرت نكاحا ؛ لعدم حصول الإيجاب والقبول ، وقولهم بجواز النكاح بلا ولي قول ضعيف مرجوح تردّه الأحاديث السابقة.

ثانيا :

ينبغي أن تعرضي عن هذه الوسوسة ، وألا تلتفتي إليها ، وأن تكثري من ذكر الله تعالى ، وقراءة كتابه ، والإقبال على طاعته ، فهذا من أنفع الأدوية للتخلص من الوساوس التي هي من كيد الشيطان لابن آدم ، ليدخل عليه الحزن والهم .

فكلما جاءك الشعور بأن ما حصل كان زواجا ، فأعرضي عنه ، وانشغلي بأمر آخر ، وأيقني أن ما حصل لا يعد زواجا ، وأنه لا صلة ألبتة بينك وبين ذلك الرجل ، وأنه أجنبي عنك كسائر الأجانب ، وأن هذا الشعور نوع من الوسواس الذي ينبغي التخلص منه وعدم الاسترسال فيه .

ثالثا :

ما حصل مع زميلك الآخر وقوله لك : تتزوجيني ؟ وإجابتك له بلا ، لا يعد شيئا ، وإنما يدل على قلة الحياء ، وذهاب المروءة ، وذلك من آثار الاختلاط المحرم ، فمن يصدّق أن هؤلاء طلاب أتوا الجامعة للدراسة ؟!  نسأل الله السلامة والعافية .

والنصيحة لك أن تتجنبي الاختلاط بالرجال ، وأن تحذري عاقبته ومغبّته ، وأن تعلمي أنه مشتمل على جملة من الآثام ، لتضمنه النظر والسماع والكلام والتمني .

نسأل الله أن يحفظك ويرعاك ، وأن يذهب عنك ما تجدين ، وأن يرزقك الزوج الصالح المستقيم .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب