الحمد لله.
سبق مرارا في الموقع بيان أن جراحة التجميل منها ما هو مباح ، وهو ما كان لعلاج عيب أو إزالة تشوه ونحو ذلك ، ومنها ما هو محظور ممنوع ، وهو ما كان لمجرد التجميل .
وينظر جواب السؤال رقم : (47694) ، (108860) .
فما دامت العملية التي ستقومين بها هي لإزالة العيب الحاصل بسبب نقص الوزن ، فلا حرج من ذلك ، إذا لم يترتب عليها ضرر أعظم من الضرر الحاصل الآن .
سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء :
أحد زملائي تزوج بتوفيق الله وحمده ، وجاءني يقول : إن زوجته تريد عملية تجميل بالوجه والصدر ؛ لأن أنفها كبير وعريض ، وتريد تصغيره بطرق سهلة وصل إليها الطب الحديث ، فهل هذه العملية بها شك أو إثم ؟ علما أن عدم عملها قد يؤدي إلى مضايقة نفسية لبروز هذا العيب في وجهها .
فأجابوا : " إذا كان الواقع كما ذكر ، ورجي نجاح العملية ولم ينشأ عنها مضرة راجحة أو مساوية - جاز إجراؤها تحقيقا للمصلحة المنشودة ، وإلا فلا يجوز " انتهى .
"فتاوى اللجنة الدائمة" (25/59-60) .
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى :
ما حكم الدين في إجراء عمليات إزالة التشوه الخلقي الموجود في الإنسان , سواء كان نتيجة مرض أو إصابات بحوادث أو موجود من حين الولادة , كإزالة الأصبع الزائدة وترميم محلها بشكل تظهر اليد طبيعية , وإزالة السن الزائدة مع تعديل بقية الأسنان حتى يعود الفم طبيعيا , ولصق الشفة المنشقة كشفة الأرنب وإعادتها طبيعية , وإزالة آثار الحروق والتشوهات الناتجة عنها , وتصحيح الأنف الأعوج والكبير الذي من شأنه إعاقة عملية التنفس , وتتميم الأذن الناقصة , وشد الجفون المتهدلة التي من شأنها إعاقة الرؤيا , وشد جلدة الوجه المترهلة حتى يبدو الوجه طبيعيا , وشد وتصغير الصدر الكبير للمرأة الذي من شأنه أن يشكل خطرا على العمود الفقري بسبب الثقل غير المتوازن من الأمام , وشد جلدة البطن المترهلة والعضلات الضعيفة في البطن التي من شأنها أن تسبب فتقا في العضلات الباطنية , وتصحيح المجاري البولية للذكور الذي من شأنه تلويث الثياب بالبول , وإزالة البقع المشوهة في الوجه , وإذابة الدهون والشحوم في الأشخاص البدينين التي من شأنها أن تسبب كثيرا من الأمراض كالسكر والضغظ وزيادة الدهون في الدم ؟ علما أن هذه العمليات التي يتم إجراؤها لا يعود فيها التشوه أبدا بإذن الله تعالى .
فأجاب : " لا حرج في علاج الأدواء المذكورة بالأدوية الشرعية , أو الأدوية المباحة من الطبيب المختص الذي يغلب على ظنه نجاح العملية لعموم الأدلة الشرعية الدالة على جواز علاج الأمراض والأدواء بالأدوية الشرعية أو الأدوية المباحة " انتهى .
"مجموع فتاوى ابن باز" (9 / 419-420)
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
ما حكم عمليات " التجميل " التي تجريها المرأة ؟
فأجاب : " إذا كان لإزالة عيب فلا بأس . ما لم يكن فيه ضرر . حيث أن عرفجة - رضي الله عنه - اتخذ أنفاً من ذهب لما قُطع أنفه . مثال : شدّ الثديين المتهدلين " انتهى .
"ثمرات التدوين" (ص 133) .
والله أعلم .
تعليق