الحمد لله.
أولاً:
لا شك ولا ريب أن ما يفعله ذلك المشرف من التخلف عن دوامه أو التأخر عنه والكذب بخصوص ذلك : كله من المحرمات الواضحات ، فهو كذب ، وتزوير ، وأكل مال بالباطل ، ولا شك أنك – أخي السائل – شريك في هذه المحرمات حيث تغطِّي تخلفه عن الدوام وتأخره عنه بتزوير الحقيقة ، وقد بينَّا هذه المسألة بوضوح ، ونقلنا فتاوى أهل العلم في حرمة هذه الأفعال – منك ومن ذاك المشرف – في أجوبة الأسئلة : ( 129881 ) ، و ( 85053 ) ، و ( 119123 ) ، ( 126121 ) – وهو أوسع الأجوبة - فلتنظر .
ثانياً:
واعلم أن علم شركتك بما تفعله من تزوير الحقيقة مع ذاك المشرف لا يجعل فعلك جائزاً
، بل هم شركاء - بعلمهم ورضاهم – بالإثم ، وأصحاب العمل – وهم الجهة الحكومية – لا
يرضون بهذا الفعل ، ولذا لجأ هذا المشرف إلى التزوير ، بل إن تلك الجهات تمنع هذا
التزوير وتلاحق فاعله فتعاقبه ؛ لأنه أخذ من راتبه ما ليس له به حق .
والواجب عليك : الكف فوراً عن فعلك هذا ، وإذا كنتَ لا تستطيع مواجهة مشرفك وشركته
بإجرائك هذا : فالواجب عليك إيصال خبر هذا المشرف لرؤسائه أو للجهات المسئولة ،
فتحمي نفسك بهذا الإجراء ، وتطيب مطعمك وراتبك ، وتوقف ذاك المشرف عند حدِّه .
ويكفيك إيصال الخبر إلى الجهات المسئولة لتبرأ ذمتك ، وتطلب منهم حمايتك من سطوة
ذلك المشرف وأنه يجبرك على هذا الفعل ، وليكن منهم حكمة في التصرف فلا بدَّ أن
يخرجوك من الصورة ، وليبدُ الأمر كأنه أمر مراقبة للتأكد من سير العمل وفق القانون
، ولا يسعك غير هذا التبليغ عن حال ذاك المشرف وفعله المحرَّم .
وأما السكوت عنه بداعي الوظيفة فلا يجوز لك ، وإنما تكسب بسكوتك إثماً وتأكل بقدْره
من راتبك سحتاً ، ولو فُرض في أسوأ الحالات أن طردت من وظيفتك فاعلم أن أرض الله
واسعة ، وأن رزق الله تعالى عظيم ، ولعلَّ الله تعالى أن يرزقك – لأمانتك – خيراً
من عملك هذا لدينك ودنياك .
والله أعلم .
تعليق