الحمد لله.
لا يجوز إلقاء الأوراق التي بها ذكر الله تعالى في الأرض ، لما في ذلك من امتهان اسم الله تعالى ، وعدم تعظيمه .
والواجب على المسلم الغيور على دينه المعظم لشعائر ربه تجاه هذا الأمر عدة أمور :
أولا : أن لا يمتهن ورقا فيه ذكر الله ، بأن يلقيه في الأرض أو يجلس عليه ، أو يتخذه سفرة للطعام ، ونحو ذلك .
ثانيا : أن ينصح إخوانه المسلمين بعدم إلقاء أية أوراق تحتوي على ذكر الله .
ثالثا : أن يرفع عن الأرض ما يلقاه من ورق فيه ذكر الله ، أو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم يأخذه فيحرقه أو يدفنه في أرض طيبة بعيدا عن طرق الناس ومسالكهم .
ولا يتحتم عليه النظر في كل ورقة ملقاة على الأرض لينظر فيها ، كما لا يتحتم عليه رفع كل ورقة في الأرض بها ذكر الله ، لأن ذلك سيشق عليه كثيراً ، وإنما الواجب عليه من ذلك ما قدر عليه واستطاع فعله دون الوقوع في الحرج والمشقة .
وهذه بعض فتاوى أهل العلم بهذا الخصوص :
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" إذا علم أن في هذه الجرائد آيات من القرآن ، أو أسماء من أسماء الله عز وجل ، أو أحاديث من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لا يجوز استخدامها في الأكل أو للجلوس عليها أو ما أشبه ذلك ؛ لما في هذا من ابتذال كلام الله وأسمائه وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وامتهانها " انتهى من "فتاوى نور على الدرب" - لابن عثيمين (13/59) .
وسئلت اللجنة الدائمة للإفتاء :
ما واجب المسلم تجاه القطع والقصاصات الورقية التي بها آيات قرآنية ، ومن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم الملقاة في الشوارع والطرقات ؟
فأجابت :
" ما رئي فيه آية من كتاب الله من الصحف والأوراق ، وكذلك ما فيه شيء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أو شيء من ذكر الله عز وجل أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، أو لأسماء الله وصفاته - فإنه يأخذه ويرفعه ، أو يحرقه ، أو يدفنه في أرض طيبة ليست طريقا للناس ، ولا يلقيه في الأرض ؛ لأن ذلك يعد امتهانا لكتاب الله عز وجل " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (3 /42) .
وسئلت اللجنة أيضا :
كثيرا ما أشاهد قصاصات من الجرائد والمجلات في الشوارع والطرقات ، وبتصفحها أجد فيها لفظ الجلالة أو آيات قرآنية ، فهل يجب علي عندما أرى تلك الجرائد والمجلات أن أقف وأنا أسير بسيارتي وأجمع تلك القصاصات ؟
فأجابت : " إذا رأيت شيئا من الأوراق المرمية في الشوارع أو غيرها فيه ذكر الله ، أو فيه شيء من القرآن - وجب عليك أخذه ورفعه من موضع الإهانة إلى مكان نزيه مصون أو إحراقه " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (3 /40) .
وسئلت اللجنة أيضا :
هل أسير في الشارع راكعا لجمع تلك الآيات والسور التي كثر رميها على الأرض في حين أن الناس تسخر مني ؟ فماذا أفعل لإزالة هذا المنكر المنتشر ؟
فأجابت : " أولا : لا يجوز أن يضع المسلم متاعه أو حاجته في أوراق كتب فيها سور وآيات من القرآن الكريم أو الأحاديث النبوية ، ولا أن يلقي ما كتب فيه ذلك في الشوارع والحارات والأماكن القذرة ؛ لما في ذلك من الامتهان وانتهاك حرمة القرآن والأحاديث النبوية وذكر الله .
ثانيا : يكفيك للخروج من الإثم والحرج أن تنصح الناس بعدم استعمال ما ذكر فيما فيه امتهان ، وأن تحذرهم من إلقاء ذلك في سلات القمامة وفي الشوارع والحارات ونحوها ، ولست مكلفا بما فيه حرج عليك من جعل نفسك وقفا على جمع ما تناثر من ذلك في الشوارع ونحوها ، وإنما ترفع من ذلك ما تيسر منه دون مشقة وحرج " انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (4 /74-75) .
فالواجب عليك من ذلك ما قدرت عليه وتيسر لك دون ما شق عليك ولم تقدر عليه .
والله أعلم .
تعليق