الحمد لله.
ينبغي إحسان الظن بالمسلم ؛ لقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) الحجرات/ 12 ، فلا تظني بأم زوجك إلا خيرا ، وهذا الشيء الضائع قد يكون موجودا في الحقيقة ، لكنكم غفلتم عن مكانه ، وهذا كثيرا ما يحدث ، أن يفقد الإنسان الشيء ويظن ضياعه ثم يكتشف وجوده ، ما لم يكن الشيء على صفة تمنع اختفاءه كالأشياء الكبيرة مثلا .
والمشروع في حقكم : هو سؤال الله تعالى أن يرد عليكم ضالتكم ، فإن الدعاء من أنفع الوسائل في تحصيل المطلوب .
وقد سئل ابن عمر رضي الله عنه عن الضالة فقال : " يتوضأ ويصلي ركعتين ، ثم يتشهد ، ثم يقول : اللهم رادّ الضالة ، هادي الضلالة ، تهدي من الضلال ، رد علي ضالتي بعزك وسلطانك ، فإنها من فضلك وعطائك " رواه البيهقي في "الدعوات الكبير" (2/ 273) وقال : هذا موقوف وهو حسن .
وأما الاستخارة فلا وجه لها هنا .
كما يشرع إخبار والدة الزوج بضياع هذا المتاع ، دون اتهام لها تصريحا أو تلميحا ، لكن إخبارها قد ينفع في ردها له ، أو صدها عن تكرار ذلك - لو كانت هي الفاعلة – ، وقد تكون رأته في مكان آخر وضعتموه فيه ونسيتم ، وقد يكون غير ذلك ؛ إلا أن سوء الظن ينبغي أن يكون هو الأبعد بينكم .
ونوصيكم بذكر الله تعالى ، وقراءة القرآن في المنزل لا سيما سورة البقرة ، والحرص على التسمية (قول : بسم الله) على الأمتعة عند وضعها ، وعند دخول المنزل ، وإغلاق الأبواب ، والدواليب ونحوها ، فإن الجن قد يسرق من متاع البيت ، وقد روى البخاري (3280) ومسلم (2012) عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( وَأَغْلِقْ بَابَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَأَطْفِئْ مِصْبَاحَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَأَوْكِ سِقَاءَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَخَمِّرْ إِنَاءَكَ وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ وَلَوْ تَعْرُضُ عَلَيْهِ شَيْئًا ) .
ولفظ مسلم : ( غَطُّوا الْإِنَاءَ ، وَأَوْكُوا السِّقَاءَ ، وَأَغْلِقُوا الْبَابَ ، وَأَطْفِئُوا السِّرَاجَ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَحُلُّ سِقَاءً ، وَلَا يَفْتَحُ بَابًا ، وَلَا يَكْشِفُ إِنَاءً ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ إِلَّا أَنْ يَعْرُضَ عَلَى إِنَائِهِ عُودًا وَيَذْكُرَ اسْمَ اللَّهِ فَلْيَفْعَلْ ) .
وانظري السؤال رقم (101681) .
والله أعلم .
تعليق