السبت 22 جمادى الأولى 1446 - 23 نوفمبر 2024
العربية

حكم الدعاء بأن يرجع الميت للدنيا !

174292

تاريخ النشر : 20-02-2012

المشاهدات : 29210

السؤال


خطيبتي فقدت والديها ، حيث توفى أبوها قبل أمها بأربع سنوات ، وهي تدعو الله في بعض الأوقات أن ترجع والدتها التي تشتاق إليها لأنها كانت أقرب الناس لها ! فما حكم ذلك ؟ .

الجواب

الحمد لله.


كتب الله تعالى الموت على كل نفسٍ مخلوقة ، قال تعالى ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) العنكبوت/ 57 ، وقد أخبر الله تعالى عن بعض أحوال من يحضرهم الموت أنهم يتمنوْن الرجوع إلى الدنيا ليعملوا صالحاً ، وقد أنبأنا الله تعالى بالخبر القاطع أنهم لن يرجعوا إلى حياتهم ودنياهم ، قال تعالى (حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ . لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) المؤمنون/ 99 ، 100 ،

وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الشهداء في البرزخ وما هم فيه من لذة عيش وأنهم لما يرونه من كرامة للشهيد يتمنون على ربهم تعالى أن يرجعهم إلى الدنيا ليقتلوا في سبيله وأنه تعالى يخبرهم أنه لا رجوع إليها ، فعن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَرَامٍ قال : لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ ، فَقَالَ : يَا جَابِرُ أَلا أُخْبِرُكَ مَا قَالَ اللَّهُ لأَبِيكَ ؟ قَالَ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ، وَكَلَّمَ أَبَاكَ كِفَاحًا ، فَقَالَ : يَا عَبْدِي تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ ، قَالَ : يَا رَبِّ تُحْيِينِي فَأُقْتَلُ فِيكَ ثَانِيَةً ، فَقَالَ الرَّبُّ سُبْحَانَهُ : إِنَّهُ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لا يَرْجِعُونَ ، قَالَ : يَا رَبِّ فَأَبْلِغْ مَنْ وَرَائِي ، قَالَ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى ( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) رواه الترمذي ( 3010 ) وابن ماجه ( 190 ) وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .

وعليه : فلا يجوز لخطيبتك الدعاء بأن يحيي الله تعالى أمها ؛ لأنه اعتداء في الدعاء .
وانظر جواب السؤال رقم ( 42464 ) .
والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب