الجمعة 26 جمادى الآخرة 1446 - 27 ديسمبر 2024
العربية

كيف يتصرف مع والده الذي اكتشف أن له علاقات محرمة مع نساء ؟

175113

تاريخ النشر : 02-06-2012

المشاهدات : 52577

السؤال

والدي يخون والدتي فماذا أفعل ؟ وهو يصلى جميع الصلوات ودائما ما يقدم نصائح إسلامية أفلا يكون بذلك منافقاً بسبب الأفعال التي يقوم بها أستغفر الله ، وهذا الأمر مستمر منذ زمن طويل ، وكان متقطعا فمنذ أن عشنا في أفريقيا تزوج والدي بزوجة أخرى تركنا وهرب معها ، وعندما انتقلت للعيش بالمملكة المتحدة حيث عدت لأفريقيا بعد ولادتي بالمملكة المتحدة تكرر ذات الأمر ولم يتغير شيء ، وأنا ووالدتي انتقلنا للعيش بعيدا عنه ؛ لأنها اكتشفت الأمر عندما كنت أبلغ من العمر 14 عاماً تقريبا ، ومنذ 3 سنوات عدنا ، وأنا الآن أراقبه عن كثب ويزداد الأمر سوءا ، وقد شاهدت صفحته الشخصية للمواعدة في موقع للمواعدة ، وقد رأيت نصوصاً بينه وبين سيدات أخريات بما فيهن زوجته الأخرى وبها كلام مخزي ، كما أنه تلقى أيضا صوراً من زوجته الأخرى ، وأعتقد أنه يواعد نساء أخريات أيضا ، وقد قام مؤخرا بزيارة إحدى النساء وأنا أعرف ذلك بسبب رؤيتي لإحدى الرسائل ، وأنا أعلم أن ما أفعله خطأ وذلك بسبب مكري وخداعي ، لكني قلق من أني إذا واجهته فإن والدتي ستتدمر ؛ لأنها ستعرف هي الأخرى فماذا أفعل ؟ مع ملاحظة أن هناك أفراد من الأسرة حاولوا إرشاده لكنهم فشلوا .

الجواب

الحمد لله.

إن ما يفعله والدك هو خيانة لدينه قبل أن يكون خيانة لوالدتك ، وإن وقوع الأب – رب الأسرة – في معصية ظاهرة أو معروفة لدى بعض أبنائه يسبِّب دماراً للأسرة التي ستفتقد القدوة الحسنة وتفتقد القيادة الرشيدة للبيت وأهله ، وهو ما سيجعل من الأسرة الواحدة أفراداً مفككين ويتجرأ كل واحد منهم على المعصية التي يهواها ! ولذا فليحذر الآباء من أن يكونوا قدوات سيئة لأسرهم ، وليعلموا أن الله تعالى سائلهم عن رعيتهم أدوا النصح لها أو وقع التفريط منهم في الأمانة عليها .

وقد ساءنا الحال الذي تذكره عن والدك ، وخاصة أنه من المصلين ومن الناصحين بالخير ، ولذا فإننا نوصيك بأشياء نرجو أن يكون فيها نفع وإصلاح :
1. أن تتوقف عن تتبع رسائله والتجسس على مراسلاته وكتاباته ؛ لأن ذلك من التجسس المذموم ، وفيه النظر إلى ما يحرم عليك النظر إليه من صورة لرجل أو لعورة ، وقد يسبِّب لك ذلك النظر المحرَّم فتنة في دينك ، فلا يأمن مَن كان حاله مثلك أن يطلع على صور لرجال أو عورات تؤدي إلى الوقوع في الفتنة وفساد الأخلاق ، ويكفيكِ معرفة وقوعه في الإثم في علاقات محرمة مع نساء مراسلةً أو مواجهةً ، فليس هناك داعٍ لتتبع المزيد لما فيه من حرمة وأثر سيئ ، من غير مصلحة ترجى من وراء ذلك .
2. ابحث عن أسباب وقوع والدك في ذلك الحرام من العلاقات مع النساء ، فقد تكون والدتك هي السبب فتكون هي العلاج ! فكثير من مثل حالة والدك لا يجد الرجل من زوجته ما يشبع رغبته الجنسية ولا يجد من طيب الكلام وحلو المعاملة ما يغنيه عن العلاقات المحرمة مع غيرها من النساء ، وبالطبع ليس هو معذوراً في إنشاء تلك العلاقات المحرمة ، خاصة أن الرجل مقيم على ذلك منذ زمن ، ومتعدد التجارب المشينة ؛ وإنما نحن في صدد البحث عن علاج لتلك المصيبة ، بكل سبيل يمكننا ، فإن كان الأمر كذلك ، فانصح والدتك بأن تعاشره بالمعروف ، وأن تغنيه بنفسها عن غيرها من النساء .
3. بالإمكان أن تجربوا معه النصح غير المباشر ، كأن يطلب أحد منكم منه النصح والتوجيه كتابةً أو مشافهة في قضية مطروحة في " المدرسة " أو على " مواقع الإنترنت " أو في المجتمع الذي تعيشون به ، وتختلطون معه ، حول مشكلة مثل مشكلتكم معه ؛ كيف يتصرف الأبناء مع أب في مثل حال أبيكم ؟ وما هي الآثام التي ستلحق بذلك الأب ؟ وما هي آثار أفعاله السيئة على أسرته ؟ " .
ونرجو أن تكون هذه الحيلة نافعة في إصلاح حاله فقد تكون الضربة التي تقع موقعها ليصحو من غفلته ويرعوي عن غيِّه ومعصيته بها .
4. فإذا لم تنفع تلك الطريقة ليصحو من سكرته ويستفيق من غفلته : فنرى أن تكون مواجهة صريحة معه ، لا يكون فيها تلميح بل تصريح ، ولا يكون فيها مجاملة بل مواجهة ، وليكن هذا مغلفاً بغلاف المحبة والنصح والخوف عليه من عذاب الله وتعرضه لسخط ربِّه تعالى عليه والخوف من سوء خاتمة تُلحق به العذاب وتُلحق بأسرته الخزي والعار .
ونرجو أن يكون هذا نافعاً له يكف به عن الوقوع في الحرام من العلاقات مع النساء ، ويساهم في إصلاح نفسه ونصح أسرته .
5. فإن لم يُجد كل ما ذكرناه فابحثوا عن آخر وآخر من الرجال القريبين من عقله أو قلبه أو منهجه ليكونوا له من الناصحين والمذكِّرين بعواقب فعله في الدنيا والآخرة ، ولا تيأسوا من ذلك .
6. ولن نقول إن آخر شيء تفعله له هو الدعاء له بالهداية الصلاح ، بل هو أول ما ينبغي لك أن تفعله ، ولكننا نقول لك إن لم يُجد مع والدك كل ما ذكرناه فاستمروا في الدعاء له بأن يصلح الله حاله ويغير سلوكه ويهديه إلى سواء السبيل ، مع تحري الأوقات الفاضلة كالثلث الأخير من الليل ، وتحري الأفعال مظنة الاستجابة كالسجود في الصلاة .
07 فإن لم يجد كل ما سبق مع والدكم ، ورأيتم أنه مصر على تلك الفاحشة ، فليس للوالدة أن تبقى على العيش مع مثل هذا ، بل تسعى للانفصال عنه ، إما بطلاق ، وإما بخلع ؛ ولعله إن رأى ذلك أن يهتم لأمر بيته الذي يهدم وأن يقلع عما هو فيه ؛ فإن لم يقلع ولم يتغير ، فهذا أدعى لفراق والدتكم إياه ؛ وأما أنتم فواصلوه ، وأحسنوا إليه بما استطعتم .
وينظر جواب السؤال رقم (110141) .
ونسأل الله أن يهدي والدك لأحسن الأقوال والأفعال والأخلاق ، وأن يجعل ذلك عاجلاً لا آجلاً .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب