الحمد لله.
هل الدم الوردي يعتبر حيضا؟
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَبِي حُبَيْشٍ أَنَّهَا كَانَتْ تُسْتَحَاضُ فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا كَانَ دَمُ الْحَيْضِ فَإِنَّهُ دَمٌ أَسْوَدُ يُعْرَفُ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ فَأَمْسِكِي عَنْ الصَّلَاةِ فَإِذَا كَانَ الْآخَرُ فَتَوَضَّئِي وَصَلِّي، رواه أبو داود (304)، والنسائي(215)، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله.
وعليه فهذه الإفرازات الوردية أو غير الوردية من الصفرة والكدرة التي تسبق الحيض لا تعتبر حيضاً؛ لأن الحيض دم معروف.
سئل ابن عثيمين رحمه الله عن امرأة أتتها أعراض الدورة الشهرية ووجدت الصفرة ولكن لم ينزل الدم وذلك في شهر رمضان، وفي اليوم الثاني وجدت مع الصفرة دماً يسيراً ثم انقطع الدم، وفي اليوم الثالث بدأ نزول الدم الطبيعي فما حكم صيام اليومين الذين لم تشاهد فيهما سوى الصفرة والدم اليسير، علماً أن هذا الدم لم يحدث لها من قبل؟
فأجاب: لا شك أن الحيض هو الدم الذي ينزل من المرأة وهو دم طبيعي، كتبه الله على بنات آدم، ينزل في أوقات معلومة، وبصفات معلومة، وبأعراض معلومة، فإذا تمت هذه الأعراض وهذه الأوصاف فهو دم الحيض الطبيعي الذي تترتب عليه أحكامه، أما إذا لم يكن كذلك فليس حيضاً، وقد قالت أم عطية رضي الله عنها: (كنا لا نعد الصفرة والكدرة شيئاً،، وفي رواية أبي داود: (كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئاً)، أي شيئاً من الحيض.” انتهى من “مجموع الفتاوى” (19/264)
وسئل الشيخ ابن جبرين حفظه الله: امرأة يأتيها شيء قبل الحيض وهو نوع من الصفار والكدرة وأحياناً يكون أحمر فكيف تصلي؟
فأجاب: هذا دم فساد لا يمنع من الصلاة، وعليها أن تغسل فرجها وتعصبه، وتتوضأ لكل صلاة، وتصلي حتى يخرج الوقت ثم تتوضأ للوقت الثاني كذلك، إلا أن تتحقق أنه لم يخرج منها شيء بين الوقتين فلا يلزم إعادة الاستنجاء والوضوء.” انتهى من “فتاوى الشيخ ابن جبرين”
الأحكام الشرعية المرتبطة بالدم الوردي
إذا تقرر ذلك، فالواجب عليك قضاء الأيام التي أفطرتيها لأجل هذا الدم، وأما ماصمتيه: فلا قضاء عليك فيه.
وأما الصلاة: فالأحوط لك أن تصلي الأيام التي تركت صلاتها، ظنا منك أن هذا الدم حيض؛ لما تبين أنه لم يكن حيضا، وكان عليك أن تصليها. وهذا مذهب جمهور العلماء.
وينظر للفائدة هذه الأجوبة: 45885، 126756، 310596، 198233، 50404، 224468.
والله أعلم
تعليق