الحمد لله.
أولا :
روى الإمام عبد الرزاق الصنعاني في " تفسيره " (2/ 314): عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ : " لِلَّهِ لَوْحٌ مَحْفُوظٌ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ ، لَهُ دَفَّتَانِ مِنْ يَاقُوتٍ أَحْمَرَ , وَالدَّفَّتَانِ لَوْحَانِ , اللَّهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ فِي كُلَّ يَوْمٍ ثَلَاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ نَظْرَةً (يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) الرعد/ 39 " .
ورواه ابن جرير الطبري رحمه الله في " تفسيره " (16/ 489) بلفظ : ( لله كل يوم ثلاثمائة وستون لحظةً، يمحو ما يشَاء ويثبت وعنده أم الكتاب) .
فإذا صح هذا الأثر عن ابن عباس رضي الله عنه فمعنى قوله : (لله ثلاثمائة وستون لحظة) أي : نظرة ، كما جاء ذلك في اللفظ الأول ، ومعنى : لَحَظ في اللغة العربية ، أي : نظر ، ولكنه نظر بطريقة مخصوصة . انظر " لسان العرب " : (7/458) .
وروى ابن جرير (16/ 480) بسند صحيح عن ابن عباس أنه قال في هذه الآية : ( يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) ، قال: " كتابان: كتابٌ يمحو منه ما يشاء ويثبت ، وعنده أمّ الكتاب " .
ومعنى هذا الأثر عن ابن عباس رضي الله عنه – إن صح- أن لله تعالى كتابين : أحدهما ثابت لا يتغير ، وهو اللوح المحفوظ ، والآخر : يغير فيه ما يشاء ، وهو الذي ينظر إليه كل يوم ثلاثمائة وستين نظرة ، فينظر فيه ويغير ، وينظر فيه ويثبت ، وهو سبحانه فعال لما يريد .
راجع لمزيد الفائدة إجابة السؤال رقم : (7002) .
والله أعلم .
تعليق