الحمد لله.
أولا :
الدروز فرقة من الفرق الباطنية الخبيثة ، وهي ملة مستقلة تماما عن دين الإسلام ، وإن كانوا قد يظهرون الانتساب إليه .
انظر للتعريف بهم وبعقائدهم المنحرفة إجابة السؤال رقم (26139)
ثانيا :
سلمان الفارسي رضي الله عنه هو الصحابي الجليل سلمان الخير ، أبو عبد الله .
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيُّ: يُقَالُ: اسْمُ سَلْمَانَ مَاهَوَيْه ،
وَقِيْلَ: مَايَةُ وَقِيْلَ: بُهْبُوْدُ بنُ بذخشان بن آذر جشيش مِنْ وَلَدِ
مَنُوْجَهْرَ المَلِكِ وَقِيْلَ: مِنْ وَلَدِ آبَ المَلِكِ .
أصله من أصبهان وقيل من رامهرمز ، أسلم عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة
، وأول مشاهده الخندق ، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وعنه أنس وابن عجرة وابن
عباس وأبو سعيد الخدري وأبو الطفيل وأم الدرداء الصغرى وأبو عثمان النهدي وزاذان
أبو عمر وسعيد بن وهب الهمداني وطارق بن شهاب وغيرهم،
آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي الدرداء رضي الله عنهما .
كَانَ لَبِيْباً حَازِماً،
مِنْ عُقَلاَءِ الرِّجَالِ، وَعُبَّادِهِم وَنُبَلاَئِهِم .
وكانت له وجاهة عظيمة في الناس لصحبته وعلمه وفضله .
قَالَ القَاسِم أَبو عَبْدِ الرَّحْمَنِ : زَارَنَا سَلْمَانُ الفَارِسِيُّ ، فَصَلَّى الإِمَامُ الظُّهْرَ ، ثُمَّ خَرَجَ وَخَرَجَ النَّاسُ يَتَلَقَّوْنَهُ كَمَا يُتَلَقَّى الخَلِيْفَةُ ، فَلَقِيْنَاهُ ـ وَقَدْ صَلَّى بِأَصْحَابِهِ العَصْرَ ـ وَهُوَ يَمْشِي ، فَوَقَفْنَا نُسَلِّمُ عَلَيْهِ ، فَلَمْ يَبْقَ فِيْنَا شَرِيْفٌ إلَّا عَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ ، فَقَالَ: جَعَلْتُ عَلَى نَفْسِي مَرَّتِي هَذِهِ أن أنزل على بشير بن سعد .
وكانت له المكانة العالية في
الإسلام .
عَنْ أَبِي البَخْتَرِيِّ قَالَ: قِيْلَ لِعَلِيٍّ: أَخْبِرْنَا عَنْ أَصْحَابِ
مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: عَنْ أَيِّهِمْ
تَسْأَلُوْنَ? قِيْلَ: عَنْ عَبْدِ اللهِ. قَالَ: عَلِمَ القُرْآنَ وَالسُّنَّةَ
ثُمَّ انْتَهَى وَكَفَى بِهِ عِلْماً. قَالُوا: عَمَّارٌ? قَالَ: مُؤْمِنٌ نَسِيٌّ
فَإِنْ ذَكَّرْتَهُ ذَكَرَ. قَالُوا: أَبُو مُوْسَى? قَالَ: صُبِغَ فِي العِلْمِ
صِبْغَةً ثُمَّ خَرَجَ مِنْهُ. قَالُوا: حُذَيْفَةُ? قَالَ: أَعْلَمُ أَصْحَابِ
مُحَمَّدٍ بِالمُنَافِقِيْنَ. قَالُوا: سَلْمَانُ? قَالَ: أَدْرَكَ العِلْمَ
الأَوَّلَ وَالعِلْمَ الآخِرَ، بَحْرٌ لاَ يُدْرَكُ قَعْرُهُ .
وكان رضي الله عنه زاهدا في
الدنيا عازفا عنها عابدا قانتا لله ناصحا لإخوانه .
عَنِ الحَسَنِ قَالَ: كَانَ عَطَاءُ سَلْمَانَ خَمْسَةَ آلاَفٍ ، وَكَانَ عَلَى
ثَلاَثِيْنَ أَلْفاً مِنَ النَّاسِ ، يَخْطُبُ فِي عَبَاءةٍ يَفْرِشُ نِصْفَهَا
وَيَلْبَسُ نِصْفَهَا ، وَكَانَ إِذَا خَرَجَ عَطَاؤُهُ أَمْضَاهُ ، وَيَأْكُلُ
مِنْ سَفِيْفِ يَدِهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
وعَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ
قَالَ: دَخَلَ سَعْدٌ وَابْنُ مَسْعُوْدٍ عَلَى سَلْمَانَ عِنْدَ المَوْتِ فَبَكَى
فَقِيْلَ لَهُ: مَا يُبْكِيْكَ? قَالَ: عهد عهده إِلَيْنَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ نَحْفَظْهُ قَالَ: (لِيَكُنْ بَلاَغُ أَحَدِكُم
مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ) ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا سَعْدُ فَاتَّقِ اللهَ
فِي حُكْمِكَ إِذَا حَكَمْتَ ، وَفِي قَسْمِكَ إِذَا قَسَمْتَ ، وَعِنْدَ هَمِّكَ
إذا هممت.
قَالَ ثَابِتٌ: فَبَلَغَنِي أَنَّهُ مَا تَرَكَ إلَّا بِضْعَةً وَعِشْرِيْنَ
دِرْهَماً نُفَيْقَةٌ كَانَتْ عِنْدَهُ .
توفي رضي الله عنه سنة 33 ه .
ينظر : "تهذيب التهذيب" (4/ 137-139) ، "سير أعلام النبلاء" (3/ 309-339) ،
"البداية والنهاية" (8/ 264)
وينظر إجابة السؤال رقم (88651)
للتعرف على قصة إسلامه رضي الله عنه .
ثالثا :
لا علاقة لسلمان الفارسي رضي الله عنه بهذه الطائفة الضالة ، وهو بريء منهم ومن
اعتقاداتهم الباطلة ، ولكن كان لهم اعتقاد خاص به رضي الله عنه ، فهم يعتقدون
بتناسخ الأرواح ، وانتقالها إلى الأجساد الإِنسانية .
فكان من عقائد الإسماعيلية أنهم يعتقدون بظهور الأنبياء والأئمة في صور متعددة ، ولكن أصلهم واحد ، فآدم ، ونوح ، وإبراهيم ، وعيسى ، ومحمد صلى الله عليهم وسلم - وهم الأنبياء عندهم - ظهروا في هذه الصور الآدمية المختلفة وفي عصور متفاوتة ، ولكنهم جميعًا شخص واحد في الحقيقة .
ولما كان أوصياؤهم وأئمتهم هم عندهم ورثة الأنبياء ، ولهم كل خصائص الأنبياء ، فهم والأنبياء شخص واحد ، فالجميع مثل للعقل الكلي ، ففكرة التناسخ ظهرت في عقيدتهم في صورة جديدة تسمى عندهم ( نظرية الدور ) ، وكان لهذه الفكرة أثر كبير عند الدروز .
وحسب عقيدة التناسخ والأدوار عند الدروز ، فقد ظهر حمزة بن علي الزوزني - وهو المؤسس الفعلي لهذه العقيدة - في الأدوار الكبرى ، والأدوار الصغرى بأسماء مختلفة : فهو شطنيل في دور آدم ، وفيثاغورس في دور نوح ، وداود في دور إبراهيم ، وشعيب في دور موسى ، ويسوع في دور عيسى ، وسلمان الفارسي في دور محمد ، وهو الذي أملى القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم بزعمهم .
فهم يعظمون سلمان رضي الله عنه ، ويعتقدون أن هذا القرآن من وضعه ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم تلقاه عنه ، ولهم في ذلك مصحف خاص .
وعلى اعتقادهم هذا : فحمزة هو الأب الروحي لهم ، وهو أصل الأصول ، وهو سلمان الفارسي في دور محمد .
ولا يشك عاقل في ضلال القوم
وخروجهم عن الملة بالكلية .
كما لا يشك عاقل أن سلمان رضي الله عنه بريء منهم ومن ضلالاتهم .
انظر :
- عقيدة الدروز - عرض ونقد - د. محمد أحمد الخطيب .
صفحات : (21،26،72،84،167)
- الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة (1/397-402)
وانظر أيضا :
- أضواء على العقيدة الدرزية / أحمد الفوزان.
- إسلام بلا مذاهب / د. مصطفى الشكعة.
- مذاهب الدروز والتوحيد / عبد الله النجار.
- الدروز: وجودهم، مذهبهم / أبو إسماعيل سليم.
والله أعلم .
تعليق