الحمد لله.
مرحباً بك أيها الابن الحبيب ، مراسلا لنا في موقعنا ، ونسأل الله أن ينبتك أنت وأولاد المسلمين نباتاً حسناً ، وأن يوفق والديك لتربيتك تربية إسلامية لتحمل لواء الإيمان ، وتكون بطلاً من جند هذا الدين .
وبعد فإني أسألك أيها الحبيب :
إذا كنت تحب اللعب ، وأمرك أبوك بترك اللعب في وقت من الأوقات لتذاكر دروسك ، فماذا تفعل ؟
لو كنت تحب أباك محبة صادقة ، سوف تنفذ ما طلبه ، حتى وإن كنت تحب اللعب !!
لو كنت تخاف أن يعاقبك أبوك ، وتعلم أنه يعاقب من لا يسمع كلامه ، فسوف تترك اللعب لتذاكر !!
لو كنت تنتظر هدية أو مكافأة من أبيك على مذاكرتك ونجاحك ، فسوف تمنع نفسك من اللعب في بعض الأوقات ، وتتحمل تعب المذاكرة ، من أجل أن تفوز بالجائزة !!
أيها الابن الكريم :
إن فضل النبي صلى الله عليه وسلم علينا أعظم من فضل الوالد والوالدة ، والناس أجمعين ، فكل خير عندنا وعند الوالدين من عند الله ( وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ) النحل/53 ، والجائزة التي أعدها الله لمن يطيعه أعظم جائزة : الجنة ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ) المائدة/9 ، والعقاب الذي أعده لمن يعصيه شر عقاب وأشده ( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ) النساء/14 ، وطاعة الله لا تتم إلا بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً ) النساء/80
وهكذا دخول الجنة لا يتم إلا بطاعة الرسول :
روى الترمذي (2860) عن جابر رضي الله عنه قال : ( خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ إِنِّي رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ جِبْرِيلَ عِنْدَ رَأْسِي وَمِيكَائِيلَ عِنْدَ رِجْلَيَّ يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : اضْرِبْ لَهُ مَثَلا . فَقَالَ : اسْمَعْ سَمِعَتْ أُذُنُكَ ، وَاعْقِلْ عَقَلَ قَلْبُكَ ، إِنَّمَا مَثَلُكَ وَمَثَلُ أُمَّتِكَ كَمَثَلِ مَلِكٍ اتَّخَذَ دَارًا ثُمَّ بَنَى فِيهَا بَيْتًا ثُمَّ جَعَلَ فِيهَا مَائِدَةً ، ثُمَّ بَعَثَ رَسُولا يَدْعُو النَّاسَ إِلَى طَعَامِهِ ، فَمِنْهُمْ مَنْ أَجَابَ الرَّسُولَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَرَكَهُ ، فَاللَّهُ هُوَ الْمَلِكُ ، وَالدَّارُ الإِسْلامُ ، وَالْبَيْتُ الْجَنَّةُ ، وَأَنْتَ يَا مُحَمَّدُ رَسُولٌ ، فَمَنْ أَجَابَكَ دَخَلَ الإِسْلامَ ، وَمَنْ دَخَلَ الإِسْلامَ دَخَلَ الْجَنَّةَ ، وَمَنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ أَكَلَ مَا فِيهَا ) انظر السلسلة الصحيحة للألباني (3595)
أعرفت الآن لماذا يجب علينا أن نحب الرسول صلى الله عليه وسلم ونحترمه إلى أقصى درجة ؟
لأنه صلى الله عليه وسلم هو الذي أرشدنا إلى طريق الجنة ، فلا يمكن لنا أن ندخل الجنة إلا باتباعه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والعمل بسنّته ، والجنة هي أعظم شيء يرجوه المسلم ويسعى إليه .
والآن أيها الابن العزيز أذكرك بتطبيق حي لهذه المحبة البالغة ، والطاعة الكاملة :
لابد أنك سمعت قصة هجرة النبي صلى الله عليه وسلم – من والدك ، أو في المسجد الذي تصلي فيه ، أو من معلمك في المدرسة ، وأسألك :
لو لم يكن علي بن أبي طالب رضي الله عنه – يحب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أقصى درجة ، ويحترمه ويطيعه أيضاً إلى أقصى درجة ، هل كان من الممكن أن يقوم بهذه المهمة الخطرة .
وأخيراً : نشكرك على هذا السؤال المهم ، ولأهميته فقد أعدنا الجواب عنه بأسلوب آخر فراجعه إن شئت برقم (14250) واطلب من والدك أن يشرح لك تلك الإجابة .
وفقنا الله جميعا إلى أعلى مراتب الإيمان ، وأنزلنا برحمته عالي الجنان .
تعليق