الأحد 21 جمادى الآخرة 1446 - 22 ديسمبر 2024
العربية

تربية الأبناء في بيئة غير صالحة

السؤال

أحاول جاهدة الالتزام بتعاليم الإسلام ، ولكن زوجي يقول بعض الأشياء السيئة عن الإسلام ، وعندما أحاول أن أشرح له الأمر لا يستمع لي فهو متعلم بينما أنا لم أتمكن من إكمال تعليمي ، وأحاول دائما تعلم ديني وفهم القرآن والسنة ، ولكنني في النهاية لست كاملة ، كما يوجد لدي ستة أطفال منهم من عمره أقل من 9 سنوات ، ومنهم من عمره يزيد عن 13 سنة ، وأريد أن أعرف كيف يمكنني أن أصبح أكثر التزاماً ؟ وكيف يمكن لي أن أغرس ذلك في أطفالي ؛ لأن الكبار في العائلة لا يواظبون على الصلاة ، وهو ما يثبط من عزيمتي في بعض الأحيان ؟

الجواب

الحمد لله.

أولاً :
مهما بعُدَ الإنسان عن الدين وتعاليمه ، إلا أنه تبقى فيه بذرة للخير ، وفطرة للحق ، تحتاج من يبحث عنها ، ويصل إليها ، ويبدأ منها في الدعوة والنصيحة .

وتعليم زوجك ليس عاصما له من الخطأ أو الزلل ، فحاولي أن تؤثري فيه بالنصيحة والموعظة الحسنة ، واستعيني بالله فهو حسبك ومعينك ، واسأليه سبحانه أن يجعل في قلب زوجك وقلوب من حولك نورا يرون به الحق ، اسأل الله أن يرزقهم إتباعه .
وما دام أن زوجك متعلم ، فحاولي أن توفري له كتبا علمية دينية ، أو مقالات نافعة تناسب حاله ، والمشكلة التي تريدين إصلاحها فيه ، ليقرأها وقت فراغه لعل الله أن يشرح بها صدره ، وكوني على يقين أن الله لن يخيب أملك ورجاءك إذا استعنت به ، وبذلت السبب.
ومن الممكن أن تجمعي مع ذلك : مجموعة من الفيديوهات ، والمقاطع الصوتية من محاضرات ، ومواعظ نافعة ، خاصة إذا كنت تعلمين من زوجك ميلا معينا إلى بعض الدعاة وشيوخ السنة.
ولتعلمي ، يا أمة الله ، أنك في جهاد عظيم : جهاد الدين ، والمحافظة على النفس والبيت والولد ، في بيئة لا تساعد عليه ، ولا تحفظ لكم هويتكم ، ثم أنت تجاهدين لإقامة أمر الله فيك وفي أهل بيتك ، واعلمي أن أجرك على قدر جهادك ، ونصبك ، وتعبك .
ولكي تغرسي في أبنائك حب الدين وتعاليمه فعليك بالتالي :
1. امنحي أبناءك وقتا طويلا من يومك ، وتحدثي إليهم عن عظمة الدين وتعاليمه ، وأكثري من ذكر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم العطرة فالنفوس تتشوق بسماع القصص ، وكوني قريبة جدا منهم فقربك بإذن الله يجعلك تؤثرين عليهم ، وتكوني قدوة لهم .
2. اجعلي لك لوحة في البيت اكتبي فيها عبارات جميلة وتعاليم دينية تحتوي على آيات قرآنية وأحاديث شريفة ، تتجدد بين وقت وآخر ، يقرأها جميع من في البيت وتؤتي ثمارها بإذن الله ، وهي أسلوب من النصيحة غير المباشرة .
3. ليكن لك مع أبنائك ورد من القرآن يومي ، فالقرآن نور وهداية .
4. اجتهدي في استعمال التعبيرات الإسلامية ، وتعويدهم على ألفاظ الأدب الإسلامي ، والأذكار المتعلقة بمختلف الأحوال ، الطعام ، الشراب ، النوم ... الخ .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب