الحمد لله.
أولا :
النبي صلى الله عليه وسلم بشر من البشر ، إلا أن الله تعالى تفضل عليه وحباه واجتباه واصطفاه ، كما اصطفى من قبله من الرسل عليهم السلام ، فجعلهم بشرا رسلا ، قال تعالى : ( قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا ) الإسراء/ 93 .
وقال عز وجل : ( وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا ) الإسراء/ 94 .
وقال عز وجل : ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ) الكهف/110 .
وروى البخاري (401)، ومسلم (572) عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ، أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ ) .
انظر إجابة السؤال رقم : (75395) .
ثانيا :
روى أبو داود (4659) عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إِنَّمَا
أَنَا مِنْ وَلَدِ آدَمَ أَغْضَبُ كَمَا يَغْضَبُونَ) وصححه الألباني في " صحيح أبي
داود " .
فالنبي صلى الله عليه وسلم من ولد آدم عليه السلام ، وآدم خلق من طين ، قال تعالى :
(إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ) سورة ص/
71 .
وروى أبو داود (4693) عن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ مِنْ
قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الْأَرْضِ ، فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ
الْأَرْضِ : جَاءَ مِنْهُمُ الْأَحْمَرُ ، وَالْأَبْيَضُ ، وَالْأَسْوَدُ ،
وَبَيْنَ ذَلِكَ ، وَالسَّهْلُ ، وَالْحَزْنُ ، وَالْخَبِيثُ ، وَالطَّيِّبُ )
وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
وروى الترمذي (3270) عَنْ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ ، فَقَالَ : ( يَا
أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ
الجَاهِلِيَّةِ وَتَعَاظُمَهَا بِآبَائِهَا ، فَالنَّاسُ رَجُلَانِ : بَرٌّ تَقِيٌّ
كَرِيمٌ عَلَى اللَّهِ ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ عَلَى اللَّهِ، وَالنَّاسُ
بَنُو آدَمَ ، وَخَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ ) وصححه الألباني في " صحيح
الترمذي " .
فرسول الله صلى الله عليه
وسلم بشر من البشر ، من ولد آدم ، وآدم من تراب الأرض وطينها ، كما دلت على ذلك
النصوص المتكاثرة القطعية .
وأما الزعم بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد خلق من طين الجنة ، فهو قول ليس عليه
دليل صحيح ، يعتبر به في مثل ذلك ؛ وإنما هو من مزاعم الغلاة من الصوفية ونحوهم .
وأما حديث : ( خلق الله تعالى آدم من طين الجابية وعجنه بماء الجنة ) - رواه ابن
عساكر في تاريخ دمشق (2/ 345) - فهو حديث مُنكر ، انظر " السلسلة الضعيفة " للشيخ
الألباني رحمه الله (354) .
وينظر للفائدة إجابة السؤال
رقم : (4509) .
والله أعلم .
تعليق