الحمد لله.
الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول : ( سبحان الملك القدوس ) ، عقب صلاة الوتر ، فيسن للمصلين الاقتداء بهذه السنة ، سواء صليت في المسجد أم في المبيت ، وسواء صليت فرادى أم جماعة ، ولا يشرع التزام هذا الذكر ما بين ركعات قيام الليل ، أو ما بين ركعات التراويح ، إذ لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا عن أصحابه رضوان الله عليهم الإتيان به بين التراويح ، فالواجب على المسلم الاقتصار على السنة فعلا وتركا ، وتجنب الزيادة والنقصان .
عن عبد الرحمن بن أبزى رضي الله عنه ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ : ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكِ الْأَعْلَى ) ، و( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) ، و ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) ، فَإِذَا سَلَّمَ قَالَ : سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ . ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، يَرْفَعُ بِالثَّالِثِ صَوْتَهُ .
رواه أبوداود الطيالسي في " المسند " (1/441) ، وابن الجعد في " المسند " (1/86) ، وابن أبي شيبة في " المصنف " (2/93) ، والإمام أحمد في " المسند " (24/72) ، وغيرهم ، بطرق كثيرة، وصححه غير واحد من المحدثين والمحققين ، كابن الملقن ، والألباني ، والشيخ مقبل الوادعي ، ومحققي طبعة الرسالة لمسند أحمد ، وغيرهم .
وقد بوب عليه المحدثون بما يدل على استحباب هذا الذكر عقب الوتر ، فأورده ابن أبي شيبة تحت باب : " ما يدعو به الرجل في آخر وتره ويقوله " ، وقال أبو داود رحمه الله : " باب الدعاء بعد الوتر " ، وقال النسائي رحمه الله : " باب التسبيح بعد الفراغ من الوتر " ، وبوب عليه ابن حبان في " صحيحه " (6/ 202) بقوله : " ذكر ما يستحب للمرء أن يسبح الله جل وعلا عند فراغه من وتره " .
يقول الإمام النووي رحمه الله :
" يستحب أن يقول بعد الوتر ثلاث مرات : سبحان الملك القدوس " انتهى من " المجموع شرح المهذب " (4/ 16)، وينظر " تحفة المحتاج " (2/227) .
ويقول ابن قدامة رحمه الله :
" يستحب أن يقول بعد وتره : سبحان الملك القدوس . ثلاثا ، ويمد صوته بها في الثالثة " انتهى من " المغني " (2/ 122) .
ونحوه ما جاء في " فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الثانية " (6/60) قولهم : " إذا سلم من الوتر قال : سبحان الملك القدوس . ثلاث مرات " انتهى .
وهكذا لم نجد لدى أحد من أهل العلم القول باستحباب ( سبحان الملك القدوس ) في غير صلاة الوتر .
وقد سبق في موقعنا بيان المنع من الأذكار الجماعية التي تعتادها بعض المساجد بين ركعات التراويح ، سواء كان استغفارا أم تسبيحا ، فالاجتماع على الذكر من غير دليل يقرب العبد من أبواب البدع ، ويبعده عن السنة .
والخلاصة : أنه ليس من المشروع أن يأتي المصلون بقولهم " سبحان الملك القدوس " أثناء ركعات التراويح ؛ بل عقب الوتر ، وليس من المشروع الاستغفار الجماعي بين ركعات التراويح ، وإن كان الاستغفار والتسبيح الفردي جائزا .
وللمزيد ينظر : (37753) ، (50718) ، (108506) ، (121270) ، (190881) .
والله أعلم .
تعليق