الاثنين 4 ربيع الآخر 1446 - 7 اكتوبر 2024
العربية

هل يجوز مناداة من اسمه " عبد الرحمن " بــ " يا رحمن " ؟

223855

تاريخ النشر : 21-10-2014

المشاهدات : 73464

السؤال


ما هو حكم مناداة " عبد الرحمن " بـ " رحمن " هكذا مجرداً من أل التعريف ، هل هذا جائز ؟ فقد قرأت أن مناداة الشخص باسم من أسماء الله ، كالرحمن والرحيم ، كفر ، فأرجو التوضيح .

الجواب

الحمد لله.

أولاً :

أسماء الله تعالى – من حيث اختصاصها به سبحانه – قسمان :

القسم الأول : أسماء مختصة به ، لا تطلق إلا عليه ، كاسم " الله " ، و " الرب " ، و " الرحمن " ، و " الأحد " ، و " الصمد " ، ونحوها ، فهذه لا يجوز أن يتسمى بها البشر باتفاق أهل العلم .

وقد جاءت السنة بالنهي والزجر عن التسمي بالأسماء المختصة بالله عز وجل :

فقد روى البخاري (6205) ، ومسلم (2143) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَخْنَى الأَسْمَاءِ يَوْمَ القِيَامَةِ عِنْدَ اللَّهِ رَجُلٌ تَسَمَّى مَلِكَ الأَمْلاَكِ).

قال أبو عبيد رحمه الله :

" كَانَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة يُفَسر قَوْله : " ملك الْأَمْلَاك " قَالَ : هُوَ مثل قَوْلهم : شاهان شاه أَي أَنه ملك الْمُلُوك . وَقَالَ غير سُفْيَان : بل هُوَ أَن يتسمى الرجل بأسماء اللَّه ، كَقَوْلِه : الرَّحْمَن والجبار والعزيز ، قَالَ : فَالله هُوَ ملك الْأَمْلَاك ، لَا يجوز أَن يتسمى بِهَذَا الِاسْم غَيره . وكلا الْقَوْلَيْنِ لَهُ وَجه " انتهى من " غريب الحديث " (2/18) .

وقال ابن القيم رحمه الله :

" فَهَذَا مَقْتُ اللَّهِ وَغَضَبُهُ عَلَى مَنْ تَشَبَّهَ بِهِ فِي الِاسْمِ الَّذِي لَا يَنْبَغِي إِلَّا لَهُ ، فَهُوَ سُبْحَانَهُ مَلِكُ الْمُلُوكِ وَحْدَهُ ، وَهُوَ حَاكِمُ الْحُكَّامِ وَحْدَهُ ، فَهُوَ الَّذِي يَحْكُمُ عَلَى الْحُكَّامِ كُلِّهِمْ ، وَيَقْضِي عَلَيْهِمْ كُلِّهِمْ ، لَا غَيْرُهُ " انتهى من " الجواب الكافي " (ص/138) .

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

" اسْتُدِلَّ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَلَى تَحْرِيمِ التَّسَمِّي بِهَذَا الِاسْمِ ؛ لِوُرُودِ الْوَعِيدِ الشَّدِيدِ ، وَيَلْتَحِقُ بِهِ مَا فِي مَعْنَاهُ مِثْلُ : خَالِقِ الْخَلْقِ ، وَأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ، وَسُلْطَانِ السَّلَاطِينِ ، وَأَمِيرِ الْأُمَرَاءِ ، وَقِيلَ : يَلْتَحِقُ بِهِ أَيْضًا مَنْ تَسَمَّى بِشَيْءٍ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ الْخَاصَّةِ بِهِ : كَالرَّحْمَنِ ، وَالْقُدُّوسِ ، وَالْجَبَّارِ " انتهى من " فتح الباري " (10/590) .

وبناء على ذلك ، فلا يقال لمن اسمه " عبد الصمد " يا صمد ، ولا يقال لمن اسمه " عبد الأحد " يا أحد ، ولا يقال لمن اسمه " عبد الرحمن " يا رحمن .

القسم الثاني : أسماء لا تختص به سبحانه ، ويجوز إطلاقها على البشر ، مثل : سميع ، بصير ، علي ، حكيم ، رشيد .

وللفائدة ينظر إلى جواب السؤال رقم : (114309) ، وجواب السؤال رقم : (161275) .

وبناء على ذلك : فمن كان اسمه " عبد الكريم " أو " عبد العزيز " أو " عبد الحكيم " فنودي بــ " كريم " أو " عزيز " أو " حكيم " ، فلا حرج في ذلك ، إذا قُصد الشخص ، ولم يُقصد اسم الله أو صفته ؛ لأن هذه الأسماء من الأسماء المشتركة ، التي يجوز أن يتسمى بها العباد ، وليست من الأسماء المختصة به سبحانه .

ومثلها أيضا : عبد الرحيم ، فيجوز أن ينادى من اسمه كذلك ، بـ " رحيم " ، إذا قصد تسمية الشخص نفسه باسم : رحيم ، أو ملاحظة وصفه بذلك ، فإن " رحيم " من الأسماء المشتركة التي تطلق على الخالق سبحانه ، على وجه الكمال والجلال اللائق به ، وتطلق أيضا على الخلق ، على الوجه اللائق بهم .

وينظر للفائدة إلى جواب السؤال رقم : (181453) .

وليس من شك في أن الأولى ترك ذلك كله ؛ لما فيه من الإيهام ، وإن كان لا بد من تدليل ، أو اختصار ، فليقع في الشطر الأول من الاسم : " عبد " ، فيمكن اختصاره إلى " عبد " دون إضافة ، أو تدليله : عُبَيْد ، عبود ، ونحو ذلك مما يعتاده الناس .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب