الأربعاء 12 جمادى الأولى 1446 - 13 نوفمبر 2024
العربية

معاملة المؤذي بمعصيته

السؤال

إذا آذاني شخص بمعصيته واستمر على هذا الفعل فماذا أفعل ؟

الجواب

الحمد لله.


الذي ينبغي نصح المذنب سواء كان الذّنب يؤذيك أم لا ، لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الواجبات العظيمة والاستمرار في القيام به أمر مطلوب كما قال تعالى: ( وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) (164) الأعراف
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية : يخبر تعالى عن أهل هذه القرية أنهم صاروا إلى ثلاث فرق فرقة ارتكبت المحذور واحتالوا على اصطياد السمك يوم السبت ( وقد نهاهم الله عن ذلك ) .. وفرقة نهت عن ( المنكر )  واعتزلتهم وفرقة سكتت فلم تفعل ولم تنه ولكنها قالت (للفرقة) المُنْكرة " لِمَ تعظون قوما الله مهلكم أو معذبهم عذابا شديدا " أي لِمَ تنهون هؤلاء وقد علمتم أنهم قد هلكوا واستحقوا العقوبة من الله فلا فائدة في نهيكم إياهم ؟ قالت لهم المنكرة "معذرة إلى ربكم" .. أي نفعل ذلك "معذرة إلى ربكم" أي فيما أخذ علينا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "ولعلهم يتقون" (أي) ولعل لهذا الإنكار يتقون ما هم فيه ويتركونه ويرجعون إلى الله تائبين فإذا تابوا تاب الله عليهم ورحمهم .
وعلى المسلم أن ينوّع أسلوب الإنكار والدّعوة ، تارة بالترغيب في ثواب الطّاعة وتارة بالترهيب من عذاب المعصية ، وتارة بقصّ القصص للاعتبار وتارة بتبيين شؤم المعصية وتأثيرها السيّئ في حياة العاصي وهكذا .
ثمّ إذا لم يتحمّل الإنسان الاقتراب من هذا العاصي وتأذّى منه ولم يجد فائدة من نصحه فإنّه يبتعد عنه ويفارقه ، والله الموفّق والهادي إلى سواء السبيل .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الشيخ محمد صالح المنجد