الحمد لله.
أولا :
من صفات الله تعالى أنه " بديع السماوات والأرض "
كما قال تعالى : ( بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )البقرة/ 117.
قال الطبري رحمه الله :
" يَعْنِي جَلَّ ثَنَاؤُهُ بِقَوْلِهِ: ( بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ ) : مُبْدِعُهَا.. ، وَمَعْنَى الْمُبْدِعِ: الْمُنْشِئُ وَالْمُحْدِثُ مَا لَمْ يَسْبِقْهُ إِلَى إِنْشَاءِ مِثْلِهِ وَإِحْدَاثِهِ أَحَدٌ؛ وَلِذَلِكَ سُمِّيَ الْمُبْتَدِعُ فِي الدِّينِ مُبْتَدِعًا ، لِإِحْدَاثِهِ فِيهِ مَا لَمْ يَسْبِقْهُ إِلَيْهِ غَيْرُهُ.
وَكَذَلِكَ كُلُّ مُحْدِثٍ فِعْلًا أَوْ قَوْلًا لَمْ يَتَقَدَّمْهُ فِيهِ مُتَقَدِّمٌ ، فَإِنَّ الْعَرَبَ تُسَمِّيهِ مُبْتَدِعًا" .
انتهى من " تفسير الطبري" ط هجر (2/ 464) .
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي:
" بديع السماوات والأرض ؛ أي: خالقهما ومبدعهما ، في غاية ما يكون من الحسن والخلق البديع ، والنظام العجيب المحكم" انتهى من "تفسير السعدي" (5/303) .
وليس من أسماء الله " البديع
" ولا " المبدع " .
جاء في " كتاب صفات الله عز وجل " للشيخ السَّقَّاف (ص: 79) :
" وعدَّ بعضُهم (البديع) من أسماء الله عَزَّ وجَلَّ، وفي هذا نظر."
والإبداع في اللغة إحداث الشيء على نحو غير مسبوق ، قال الجوهري:
"أبدعت الشيء : اخترعته لا عَلى مثالٍ" انتهى من "الصحاح " (3/ 1183) .
ثانيا :
لا حرج في وصف شخص ما بأنه مبدع ، أو وصف عمله بالإبداع ؛ لأن هذا الوصف لا يختص
بالله عز وجل ، وإذا قُدِّر أنه مما يطلق على الله جل جلاله خبرا ، أو وصفا ، فإن
إبداع كل أحد بحسبه ، كما أن "الخلق" يطلق على الله جل جلاله ، وهو خالق الخلق ،
ومالك الملك ، ثم لا يمنع ذلك أن يطلق على المخلوقين ، وخَلْقُ كلِّ أحدٍ ،
وإبداعهُ بحسبه .
وقد سمى برهان الدين ابن مفلح الحنبلي شرحه على المقنع بـ " الْمُبْدِعِ فِي شَرْحِ
الْمُقْنِعِ " ولايزال العلماء يتداولون هذا الاسم بغير نكير.
ولمزيد من الفائدة ينظر جواب السؤال : (
114309 ) .
والله أعلم .
تعليق