الخميس 25 جمادى الآخرة 1446 - 26 ديسمبر 2024
العربية

نكاح المؤمنين أزواجهم في الجنة .

238487

تاريخ النشر : 28-11-2015

المشاهدات : 121418

السؤال


ما تفسير الحديث التالي : " روى الطبري عن أبي أمامة قال : " سئل النبي صلى الله عليه وسلم يتناكح أهل الجنة؟ ، قال: ( نعم بذكر لا يمل وشهوة لا تنقطع ، دحماً دحماً) ، وفي رواية : لكن لا مني ولا منية ) ، وفي رواية : هل ينكح أهل الجنة؟ قال: (نعم ، ويأكلون ويشربون ) " ؟

الجواب

الحمد لله.


روى ابن حبان في "صحيحه" (7402) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ : " أَنَطَأُ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ: ( نَعَمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، دَحْمًا دَحْمًا، فَإِذَا قَامَ عَنْهَا رَجَعَتْ مُطَهَّرَةً بكرا ) " .
وقال محققه الشيخ شعيب الأرناؤوط : " إسناده حسن " .
وصححه الألباني في "الصحيحة" (3351) .

وقوله : " دحما دحما " قال في لسان العرب (12/ 196):
" الدَّحْمُ : الدَّفْعُ الشَّدِيدُ ، والدَّحْمُ : النِّكَاحُ. ودَحَمَ المرأَة يَدْحَمُها دَحْماً: نَكَحَهَا "
وقال الأزهري في "التهذيب" (4/ 251):
" أَي يَدْحَمون دَحْماً، وَهُوَ شِدَّةُ الجِمَاع " .
وهذا يدل على شدة الشهوة ، مع كمال اللذة ، وهذا من تمام النعيم .
وأما سائر ألفاظ الحديث التي ذُكرت في السؤال فهي ضعيفة لم تثبت .
روى الطبراني في "الكبير" (7479) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (367) ، والبيهقي في "البعث والنشور" (367) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمْ، سُئِلَ أَيُجَامِعُ أَهْلُ الْجَنَّةِ ؟ قَالَ: (دَحَامًا دَحَامًا، وَلَكِنْ لَا مَنِيَّ، وَلَا مَنِيَّةَ) " .
وقال البيقي عقبه : " تَفَرَّدَ بِهِ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ، وَلَيْسَ بِالْقَوِيِّ " .
وضعفه بهذا اللفظ البوصيري في " إتحاف الخيرة" (8/ 237) .

وقوله : " لا مني ولا منية " يعني لا مني ينزل منهم ، ولا يحصل لهم موت فيقطعهم عن نعيم الجنة ، قال ابن القيم رحمه الله : " أي لا إنزال ولا موت " .
انتهى من "حادي الأرواح" (ص 239) .

والمقصود : حصول كمال اللذة ، مع اندفاع الأذى والقذر عنهم .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في قوله تعالى : (وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ) البقرة/ 25 :
" فيها إثبات الأزواج في الآخرة ، وأنه من كمال النعيم ؛ وعلى هذا يكون جماع ، ولكن بدون الأذى الذي يحصل بجماع نساء الدنيا؛ ولهذا ليس في الجنة مَنِيّ ، ولا مَنِيَّة ؛ والمنيّ الذي خلق في الدنيا إنما خُلق لبقاء النسل ؛ لأن هذا المنيّ مشتمل على المادة التي يتكون منها الجنين ، فيخرج بإذن الله تعالى ولداً ؛ لكن في الآخرة لا يحتاجون إلى ذلك ؛ لأنه لا حاجة لبقاء النسل؛ إذ إن الموجودين سوف يبقون أبد الآبدين لا يفنى منهم أحد " انتهى من "تفسير القرآن" (3 /60) بترقيم الشاملة.

وروى الطبراني في "الكبير" (7541) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (262) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: " سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمْ، هَلْ يَنْكِحُ أَهْلُ الْجَنَّةِ ؟ قَالَ: (نَعَمْ، وَيَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ) .
وفي إسناده سعيد بن يوسف ، ضعفه أحمد ، وابن معين ، والنسائي ، وغيرهم .
انظر: "التهذيب" (4/103) .
وورى الطبراني في "الكبير" أيضا (7674) ، وأبو نعيم في "صفة الجنة" (368) عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ : " سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمْ ، يَتَنَاكَحُ أَهْلُ الْجَنَّةِ؟ ، فَقَالَ: (نَعَمْ، بِذَكَرٍ لَا يَمَلُّ ، وَشَهْوَةٍ لَا تَنْقَطِعُ دَحْمًا دَحْمًا) .
وفي إسناده سليمان بن سلمة الخبائري ، وهو متروك ، وقال ابن الجنيد: كان يكذب. "ميزان الاعتدال" (2/ 209) .

وروى البزار (9416) نحوه عن أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، وفيه عبد الرحمن بن زياد الإفريقي ، وهو ضعيف .
قال البوصيري في " إتحاف الخيرة" (8/ 236):
" مداره على الأفريقي وهو ضعيف " .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب