الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 - 22 نوفمبر 2024
العربية

أحداث القيامة هل تلحق بما هو خارج هذا العالم، كالجنة والنار؟

السؤال

هل الجنّة وجهنّم والعرش والكرسي واللوح المحفوظ ستبقى أم إن الله يدمرها يوم القيامة ؟

الجواب

الحمد لله.

التغيّر الذي يقع عند قيام القيامة؛ يلحق هذا العالم ، من أرض وسماء.

قال الله تعالى: يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ  إبراهيم /48.

وقال تعالى: إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ  الإنشقاق/1 - 5.

وما هو خارج هذا العالم : فبعضه يقطع بأنه لا يلحقه هذ التغيّر عند قيام القيامة ، لأنه خلق للخلود والبقاء ، كالجنة والنار .

قال الحليمي رحمه الله تعالى:

" والجنان ، وإن كانت بعضها أرفع من بعض ؛ فإن جميعها فوق السموات دون العرش ، وهي بانفرادها عالم مخلوق للبقاء، فلا شك أنها بمعزل عما خلق للفناء " انتهى من "المنهاج" (1 / 432).

وكذلك العرش والكرسي ، فقد ثبت في النصوص الشرعية بقاؤهما بعد تغير أحوال السموات والأرض .

قال الله تعالى:  وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ * وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ   الحاقة/16 - 17.

وعَنْ جَابِرٍ، قَالَ: " لَمَّا رَجَعَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُهَاجِرَةُ الْبَحْرِ، قَالَ:   أَلَا تُحَدِّثُونِي بِأَعَاجِيبِ مَا رَأَيْتُمْ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ؟ 

قَالَ فِتْيَةٌ مِنْهُمْ: بَلَى، يَا رَسُولَ اللَّهِ! بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ، مَرَّتْ بِنَا عَجُوزٌ مِنْ عَجَائِزِ رَهَابِينِهِمْ، تَحْمِلُ عَلَى رَأْسِهَا قُلَّةً مِنْ مَاءٍ، فَمَرَّتْ بِفَتًى مِنْهُمْ، فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ بَيْنَ كَتِفَيْهَا، ثُمَّ دَفَعَهَا فَخَرَّتْ عَلَى رُكْبَتَيْهَا، فَانْكَسَرَتْ قُلَّتُهَا، فَلَمَّا ارْتَفَعَتِ الْتَفَتَتْ إِلَيْهِ، فَقَالَتْ: سَوْفَ تَعْلَمُ يَا غُدَرُ! إِذَا وَضَعَ اللَّهُ الْكُرْسِيَّ، وَجَمَعَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، وَتَكَلَّمَتِ الْأَيْدِي وَالْأَرْجُلُ، بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ، فَسَوْفَ تَعْلَمُ كَيْفَ أَمْرِي وَأَمْرُكَ عِنْدَهُ غَدًا، قَالَ: يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  صَدَقَتْ، صَدَقَتْ، كَيْفَ يُقَدِّسُ اللَّهُ أُمَّةً لَا يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِمْ؟   رواه ابن ماجه  (4010)، وحسنه الألباني في "صحيح سنن ابن ماجه" (3255).

وأما اللوح المحفوظ .. فهل يبقى بعد نهاية الدنيا أم لا ؟ الله أعلم بالحال ، فهو أمر غيبي لا يقال فيه إلا بوحي، ولا نعلم نصا من الوحي حول هذا؛ وقد قال الله تعالى:

 وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا  الإسراء /36.

والتنقير عن مثل ذلك : لا يخلو من تكلف ، واشتغال بما لا يعني، ولا يترتب عليه شيء من عمل ، ولا خير دنيا ، ولا آخرة.

والعبد الناصح لنفسه ينبغي أن يكون سؤاله ، وتفهمه ، لما يحتاجه في أمر دينه ، وما يترتب عليه إصلاح حال ، والأخذ بفضيلة .

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب