الحمد لله.
الحديث المذكور صحيح ، أخرجه مسلم في "صحيحه" (2698) عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ بن أبي وقاص ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : " كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ ، كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ ؟ فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ : كَيْفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ ؟ قَالَ : يُسَبِّحُ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ ، فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ ، أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ .
قال النووي في "الأذكار" (ص53) : " قال الإِمام الحافظ أبو عبد الله الحميدي : كذا هو في كتاب مسلم في جميع الروايات : " أو يُحَطّ " قال البرقاني : ورواه شعبة ، وأبو عوانة ، ويحيى القطان ، عن موسى الذي رواه مسلم من جهته ، فقالوا : ( ويُحَطّ ) بغير ألف " انتهى.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : قَالَ أَبِي : " وقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ أَيْضًا: ( أَوْ يُحَطُّ ) ، وَيَعْلَى أَيْضًا : ( أَوْ يُحَطُّ ). وينظر : "مسند أحمد" ط الرسالة (3/ 133).
وأخرجه الترمذي (3463) بلفظ : ( وتُحَطُّ ). وقال : حسن صحيح .
قال القاري في "مرقاة المفاتيح" (4/ 1594) : " لِأَنَّ الْحَسَنَةَ الْوَاحِدَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ، وَهُوَ أَقَلُّ الْمُضَاعَفَةِ الْمَوْعُودَةِ فِي الْقُرْآنِ بِقَوْلِهِ : ( مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) [الأنعام: 160] ، ( وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ ) [البقرة: 261] ، وَمِنْهُ حَسَنَةُ الْحَرَمِ بِمِائَةِ أَلْفِ حَسَنَةٍ ( أَوْ يُحَطُّ عَنْهُ أَلْفُ خَطِيئَةٍ ) أَيْ : صَغِيرَةٍ أَوْ كَبِيرَةٍ ، وَذَلِكَ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ تَعَالَى " انتهى.
وعلى هذا؛ فمن زاد على التسبيح مائة مرة : فإنه يؤجر على ما زاده مضاعفا أيضًا ؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها ، فمن سبح الله ألف مرة فإنه يحصل على عشرة آلاف حسنة ، وهكذا ، وفضل الله واسع .
وقريب مما جاء في هذا الحديث: ما رواه البخاري (3293) ، ومسلم (2691) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَتْ لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ .
وروى مسلم (2692)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أيضا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَالَ: حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، مِائَةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْه .
فنص على أن من (زاد عليه) و(عمل أكثر من ذلك): أتى بأفضل مما أتى به من اقتصر على مائة مرة ، فيقول ذلك الذكر في يومه : مائتي مرة ، ثلاث مائة مرة .. ، أو ما شاء الله له ، ومن أكثر ؛ فما عند الله أكثر ، وفضل الله واسع .
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (220345).
والله تعالى أعلم.
تعليق