الحمد لله.
درجة خبر (الذي أين الأين لا يقال له أين)
هذا الخبر لا أصل له، ولم يثبت عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
"... ولكن يعارضون آيات العلو الكثيرة الصريحة، بما يُتوهم أنه يدل على أنه بذاته في كل مكان، وأنتم لا تقولون لا بهذا ولا بهذا، فلم يكن معكم على هذا النفي آية تشعر بمذهبكم، فضلا من أن تدل عليه نصا أو ظاهرا، ولا حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا قول صاحب ولا تابع، ولا إمام!!
وإنما غايتكم أن تتمسكوا بأثر مكذوب، كما تذكرونه عن علي أنه قال: الذي أيَّن الأَيْن، لا يُقال له: أين؟
وهذا من الكذب على علي باتفاق أهل العلم، لا إسناد له." انتهى "الفتاوى الكبرى" (6 / 630).
وقد نسب مثل هذا القول إلى كلام النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يثبت أيضا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
"والحديث الذي يحتجون به في نفي العلو، كالحديث الذي رواه ابن عساكر، فيما أملاه في نفي الجهة، عن شيخه ابن عبد الله العوسجي، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الذي أين الأين فلا يقال له: أين).
وعارض به حديث ابن اسحق، الذي رواه أبو داود وغيره، الذي قال فيه: (يستشفع بك على الله ويستشفع بالله عليك)، وأكثر فيه في القدح في ابن اسحق، مع احتجاجه بحديث أجمع العلماء على أنه من أكذب الحديث، وغاية ما قالوا فيه: إنه غريب. " انتهى، من "درء تعارض العقل والنقل" (5 / 225).
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى:
"معارضة بعضهم الأحاديث الصحيحة الصريحة التي تكلم فيها النبي بأين الله، وسمع السؤال بأين الله، وأقر السائل عليه، ولم ينكره...
فعارضوها كلها بحديث مكذوب موضوع، في إسناده من لا يُدْرى من أي الدواب هو، كشيخه الذي لا ذكر له في شيء من كتب الحديث، ولعل بعض الوضاعين نسبه إلى هذا الشيخ، والحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، وقد سئل أين الله ؛ فقال: (لا يقال أين، لمن أيَّن الأين) !!
فعارض هذا الأحاديث الصحيحة المستفيضة، التي نطق فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأين، وأقر على إطلاقها، بهذا الحديث الوثيل [الضعيف]، الذي يستحي من التكلم به آحاد الناس ؛ فضلا عن سيد ولد آدم." انتهى من "الصواعق المرسلة" (4 / 1533).
ولمزيد الفائدة ينظر جواب السؤال رقم: (992).
والله أعلم.
تعليق