الحمد لله.
ورد ذلك في تفسير قصة سليمان عليه السلام في سور ص، وذلك قوله تعالى: وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ * إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ * فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ * رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ سورة ص/30-33.
وقيل: إن ذلك كان صلاة العصر.
انظر : "تفسير الطبري" (20/94).
قال ابن كثير: "ذكر غير واحد من السلف والمفسرين: أنه اشتغل بعرضها، حتى فات وقت صلاة العصر.
والذي يُقطع به: أنه لم يتركها عمدًا، بل نسيانًا كما شغل النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق عن صلاة العصر حتى صلاها بعد الغروب، وذلك ثابت في الصحيحين من غير وجه ...
ويحتمل أنه كان سائغًا في ملتهم تأخير الصلاة لعذر الغزو والقتال، والخيل تراد للقتال"، انتهى، "التفسير" (7/65).
وقال الشيخ ابن عثيمين، رحمه الله:
" سليمان - عليه الصلاة والسلام - عرضت عليه الخيل قبل صلاة العصر، فانشغل بها عن صلاة العصر حتى غابت الشمس، فلما رأى ما حصل قال: رُدُّوها عليَّ، فردوها، فطفق مسحًا بالسوق والأعناق [ص: 33]. المراد بذلك: قطع أعناقها، وعقر سوقها، والسوق جمع ساق، فعل ذلك انتقامًا من نفسه لنفسه؛ لأنها ألهته عن ذكر الله إنِّي أحببت حبَّ الخير عن ذكر ربِّي حتَّى توارت بالحجاب [ص: 32]. ولا حرج أن الإنسان إذا رأى شيئًا من ماله ألهاه عن ذكر الله: أن يكسره أو يبيعه ويخرجه عن ملكه حتى لا يتلهى به، ونظير ذلك إحراق رحل الغال الذي يغل من الغنيمة مع أن الأنفع - فيما يبدو - أن يدخل في بيت المال في الغنيمة ينتفع به الناس، لكنه يحرق هنا لما يترتب على ذلك من النكال والعقوبة." انتهى من "فتح ذي الجلال والإكرام، بشرح بلوغ المرام" (5/342).
واتضح مما سبق أن النبي: هو سليمان عليه السلام ، وأن السبب انشغاله بعرض الخيل ، والله أعلم .
وانظر للأهمية الجواب رقم: (243084).
تعليق