الحمد لله.
أولًا :
قال تعالى : وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ آل عمران/147-148.
ذكر الله سبحانه في ثواب الآخرة الحُسن، للترغيب فيه .
قال الراغب في قوله تعالى: (فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين): "ذكر في ثواب الآخرة الحُسن؛ تنبيهًا أن ثواب الدنيا بالإِضافة إليها غير مُستحسنٍ، لانقطاعه. ونبَّه بالآية: أنَّ من أراد ثوابَ الدنيا، لم يحصل له ثواب الآخرة، وأنَّ من أراد الآخرة، حصلت له الدنيا والآخرة معًا " انتهى من"تفسير الراغب الأصفهاني"(3/902).
وقال "الرازي" : "خص تعالى ثواب الآخرة بالحسن، تنبيها على جلالة ثوابهم، وذلك لأن ثواب الآخرة كله في غاية الحسن، فما خصه الله بأنه حسن من هذا الجنس فانظر كيف يكون حسنه، ولم يصف ثواب الدنيا بذلك لقلتها وامتزاجها بالمضار وكونها، منقطعة زائلة، قال القفال رحمه الله: يحتمل أن يكون الحُسْن، هو الحَسَن، كقوله: (وقولوا للناس حسنًا) [البقرة: 83] أي حَسَنًا، والغرض منه المبالغة؛ كأن تلك الأشياء الحسنة، لكونها عظيمة في الحسن، صارت نفس الحُسن، كما يقال: فلان جُود وكَرَم، إذا كان في غاية الجود والكرم. والله أعلم" انتهى من"تفسير الرازي" (9/382).
ثانيًا :
الحسن في الآية الجنة بلا خلاف، وهذا هو أحسن الثواب، والإضافة تشعر بكمال حسنه.
قال "ابن عطية" : " (وَحُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ) الجنة بلا خلاف، وعبر بلفظة حسن زيادة في الترغيب"، انتهى من"تفسير ابن عطية" (1/522).
والآية على تقدير : "وثواب الآخرة الحسنُ وهو الجنةُ والنعيمُ".
"تفسير أبي السعود" (2/97).
والله أعلم
تعليق