الثلاثاء 23 جمادى الآخرة 1446 - 24 ديسمبر 2024
العربية

هل كان صمويل، أو شمويل نبيا؟

370676

تاريخ النشر : 30-11-2021

المشاهدات : 17904

السؤال

النبي صموئيل الذي يظهر في الكتاب المقدس في قصة الملك شاول، والذي له كتابه هل هو نبي حقيقي أم لا؟ أو ليس لدينا دليل لتأكيد أو نفي ذلك، أريد دليلاً على الموضوع؟ وما هي قصته إذا كان نبيًا حقًا؟

ملخص الجواب

الذي ورد بأن صمويل، أو شمويل، نبي من أنبياء بني إسرائيل، إنما هو من روايات أهل الكتاب، التي نقلها عنهم غير واحد من أهل العلم. وأما بخصوص شرعنا؛ فلم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء في ذلك بخصوصه، ولا ورد التصريح باسمه لا في الكتاب المنزل، وفي السنة الصحيحة.

الجواب

الحمد لله.

في كتب أهل الكتاب، وفي الروايات التي نقلت عنهم، نجد أن صموئيل - وينطقه بعضهم بصيغة "شمويل" - هو النبي الذي جاء بعد النبي يوشع، وأنه هو الذي طلب منه بنو إسرائيل أن يُقيم لهم مَلكا، فأقام لهم طالوت ملكا.

قال ابن حزم رحمه الله تعالى:

" ثم دبرهم – أي بني إسرائيل - شمويل بن فتان – قال محققا الكتاب: في التوراة اسمه صموئيل الأول - النبي من سبط أفرايم. قيل عشرين سنة، وقيل أربعين سنة، كل ذلك في كتبهم على الإيمان، وذكروا أنه كان له ابنان: "يوهال" و"أبيا"، يجوران في الحكم ويظلمان الناس، وعند ذلك رغبوا إلى شمويل أن يجعل لهم ملكا، فولى عليهم شاول الدباغ... وهو طالوت" انتهى من"الفصل" (1 / 290).

فإن صحت هذه الروايات، فيكون هو النبي المشار إليه في قوله تعالى:

أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ، وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا البقرة/246 - 247.

قال الطبري رحمه الله تعالى:

" يعني تعالى ذكره بقوله: (أَلَمْ تَرَ): ألم تر يا محمد بقلبك، فتعلم بخبري إياك يا محمد (إِلَى الْمَلَإِ)، يعني: إلى وجوه بني إسرائيل وأشرافهم ورؤسائهم.

(مِنْ بَعْدِ مُوسَى). يقول: من بعد ما قبض موسى فمات.

(إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ): فذكر لي أن النبي الذي قال لهم ذلك: شمويل بن بالي...

حدثنا بذلك ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن وهب بن منبه.

وحدثني أيضا المثنى بن إبراهيم، قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم، قال: حدثني عبد الصمد بن معقل، أنه سمع وهب بن منبه، يقول: "هو شمويل". ولم ينسبه كما نسبه ابن إسحاق ... " انتهى من"تفسير الطبري" (4 / 435 - 436).

وقال ابن كثير رحمه الله تعالى:

" قال أكثر المفسرين: كان نبي هؤلاء القوم المذكورين في هذه القصة، هو شمويل. وقيل: شمعون. وقيل: هما واحد.

وقيل: يوشع. وهذا بعيد؛ لما ذكره الإمام أبو جعفر بن جرير في "تاريخه": أن بين موت يوشع وبعثة شمويل أربعمائة سنة وستين سنة. فالله أعلم " انتهى من "البداية والنهاية" (2 / 291).

والحاصل:

أن الذي ورد بأن صمويل، أو شمويل، نبي من أنبياء بني إسرائيل، إنما هو من روايات أهل الكتاب، التي نقلها عنهم غير واحد من أهل العلم.

وأما بخصوص شرعنا؛ فلم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء في ذلك بخصوصه، ولا ورد التصريح باسمه لا في الكتاب المنزل، وفي السنة الصحيحة.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب