الخميس 23 ربيع الأوّل 1446 - 26 سبتمبر 2024
العربية

ما الموقف من تسمية اليهود لله تعالى باسم (يهوه)؟

393818

تاريخ النشر : 19-08-2024

المشاهدات : 792

السؤال

ما هو موقف الإسلام من اسم الله في التوراة وهو يهوه؟ هل هو اسم الله؟ العديد من أسماء الأنبياء السابقين فيها يهوه، مثل يشوا، زكريا ، إلخ.

الجواب

الحمد لله.

يشتهر عند اليهود تسمية الله تعالى باسم "يهوه".

قال الدكتور عبد الوهاب المسيري رحمه الله تعالى:

" يهوه (يهوفاه) الكلمة العبرية "يهوفاه" هي كلمة ساميِّة قديمة، ويُقال إنها مشتقة من مصدر الكينونة في العبرية " أهييه آشر أهييه " (خروج 3 / 14) ، أي " أكون الذي أكون ". وقد تكون الكلمة من أصل عربي... ويُقال إن "يهوه"، مثله مثل معظم الأسماء العبرية في العهد القديم، صيغة مختصرة لعبارة " يهفيه أشير يهوفيه "، أي " يخلق الذي هو موجود "، أو لعلها اختصار " يهوه تسفاؤت " أي: " رب الجنود ". ويميل معظم العلماء إلى نطق الاسم على أنه "يهوه"، وإن كانت التفسيرات بشأن ذلك ليست نهائية...

وقد جاء في سفر الخروج أن الرب كلم موسى، وقال: " أنا الرب، وأنا ظهرت لإبراهيم وإسحق ويعقوب بأني الإله القادر على كل شيء. وأما باسمي يهوه، فلم أعرف عندهم " (خروج 6 / 2 - 3).

واسم "يهوه" أكثر الأسماء قداسة، وكان اليهود لا يتفوهون به...

ويأتي ذكر "يهوه" أكثر من ستة آلاف مرة في العهد القديم، وهو أكثر أسماء الإله شيوعا وقداسة. وكان يتفوه به الكاهن الأعظم فقط داخل قدس الأقداس في يوم الغفران " انتهى. "موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية" (5 / 70).

وما يخبر به أهل الكتاب من يهود ونصارى مما لم يأت في شرعنا ما يدل على صحته أو بطلانه، فإننا نتوقف فيه فلا نصدقهم ولا نكذبهم.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " كَانَ أَهْلُ الكِتَابِ يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ بِالعِبْرَانِيَّةِ، وَيُفَسِّرُونَهَا بِالعَرَبِيَّةِ لِأَهْلِ الإِسْلاَمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تُصَدِّقُوا أَهْلَ الكِتَابِ وَلا تُكَذِّبُوهُمْ، وَقُولُوا: ( آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا ) الآيَةَ ) رواه البخاري (4485).

وعن ابْنُ أَبِي نَمْلَةَ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  مَا حَدَّثَكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ، وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ، وَقُولُوا: آمَنَّا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ، فَإِنْ كَانَ بَاطِلًا لَمْ تُصَدِّقُوهُ، وَإِنْ كَانَ حَقًّا لَمْ تُكَذِّبُوهُ رواه أبوداود (3644)، وصححه الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (6 / 712).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:

" وقوله تعالى: (إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ).

يتناول خبر كل فاسق، وإن كان كافرا، لا يجوز تكذيبه إلا ببينة، كما لا يجوز تصديقه إلا ببينة.وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة قال: كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرية، ويفسرونها بالعربية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: 

إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، فإما أن يحدثوكم بحق فتكذبوه، وإما أن يحدثوكم بباطل فتصدقوه، وقولوا:

 آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ 

 .

وهذا الذي دل عليه الكتاب والسنة، من إمساك الإنسان عما لا يعلم انتفاؤه وثبوته " انتهى. "الجواب الصحيح" (6 / 461 - 462).

وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى:

" وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أذن لأمته أن تحدث عن بني إسرائيل، ونهاهم عن تصديقهم وتكذيبهم، خوف أن يصدقوا بباطل، أو يكذبوا بحق.

ومن المعلوم أن ما يروى عن بني إسرائيل من الأخبار المعروفة بالإسرائيليات له ثلاث حالات؛ في واحدة منها يجب تصديقه، وهي ما إذا دل الكتاب أو السنة الثابتة على صدقه، وفي واحدة يجب تكذيبه، وهي ما إذا دل القرآن أو السنة أيضا على كذبه، وفي الثالثة لا يجوز التكذيب ولا التصديق، كما في الحديث المشار إليه آنفا: وهي ما إذا لم يثبت في كتاب ولا سنة صدقه ولا كذبه " انتهى . "أضواء البيان" (4 / 238).

فالحاصل؛ أننا لا نثبت لله تعالى اسم "يهوه" لأنه لم يرد إلا في كتب اليهود.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب