الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 - 22 نوفمبر 2024
العربية

متى نزلت سورة الفلق وسورة النّاس؟

427817

تاريخ النشر : 03-06-2023

المشاهدات : 8207

السؤال

متى نزلت سورة الفلق وسورة النّاس؟ هل حديث الإحدى عشرة عقدة التي تمّ عقدها لسحر النبي صلى الله عليه وسلم صحيح؟

الجواب

الحمد لله.

الأحاديث تشير إلى نزول المعوذتين في المدينة.

كما في حديث عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَلَمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتِ اللَّيْلَةَ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ، قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ، وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) رواه الإمام مسلم (814).

وعقبة بن عامر رضي الله عنه كانت صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة.

وأن نزولهما كان عقب حادثة السحر.

فروى عبد بن حميد “المنتخب” (1/228)، قال: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حدثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: ” سَحَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، قَالَ: فَاشْتَكَى، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَنَزَلَ عَلَيْهِ بِالْمُعَوِّذَتَيْنِ، وَقَالَ: (إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ سَحَرَكَ، وَالسِّحْرُ فِي بِئْرِ فُلَانٍ)، قَالَ: فَأَرْسَلَ عَلِيًّا فَجَاءَ بِهِ، قَالَ: فَأَمَرَهُ أَنْ يَحُلَّ الْعُقَدَ، وَتَقْرَأَ آيَةً، فَجَعَلَ يَقْرَأُ، وَيَحُلُّ، حَتَّى قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّمَا أُنْشِطَ مِنْ عِقَالٍ، قَالَ: فَمَا ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِذَلِكَ الْيَهُودِيِّ شَيْئًا مِمَّا صَنَعَ بِهِ، قَالَ: وَلَا أَرَاهُ فِي وَجْهِهِ).

وهذا إسناده رواته ثقات، صححه محقق الكتاب، وكذا الشيخ الألباني في “السلسلة الصحيحة” (6/617).

وقال الحافظ ابن حجر:

” قوله: ( وفي ذلك نزلت المعوذتان )، انتهى.

وهذا ذكره الثعلبي في “تفسيره” من حديث ابن عباس تعليقا، ومن حديث عائشة أيضا تعليقا.

وطريق عائشة صحيح؛ أخرجه سفيان بن عيينة في “تفسيره” رواية أبي عبيد الله عنه، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكر الحديث، وفيه: (ونزلت: قل أعوذ برب الفلق)” انتهى من “التلخيص الحبير” (6/2689).

وأما كون عقد السحر كانت فيه إحدى عشرة عقدة، فلم يرد به حديث صحيح.

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:

” ذكر السهيلي: أن عقد السحر كانت إحدى عشرة عقدة، فناسب أن يكون عدد المعوذتين إحدى عشرة آية، فانحلت بكل آية عقدة.

قلت: أخرج البيهقي في “الدلائل” معنى ذلك بسند ضعيف، في القصة التي ذكر فيها: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر… وفي آخر الحديث: ( أنهم وجدوا وترا فيه إحدى عشرة عقدة، وأنزلت سورة الفلق والناس فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة ).

وعند ابن سعد بسند منقطع عن ابن عباس: “أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عليا وعمارا ، فوجدا طلعة فيها إحدى عشرة عقدة”، فذكر نحوه ” انتهى من”التلخيص الحبير” (6/ 2689 – 2690).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب