الحمد لله.
لا حرج في قول الإنسان لغيره على سبيل الدعاء: عين الله ترعاكم، يريد أن الله يحفظه ويرعاه، كما قال الله تعالى لموسى عليه السلام: (وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) طه/39، وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم: (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا) الطور/48.
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (5/ 284): "(ولتصنع على عيني):
قال أبو عمران الجوني: تُربَّى بعين الله.
وقال قتادة: تُغذَّى على عيني.
وقال معمر بن المثنى: ولتصنع على عيني؛ بحيث أرى.
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: يعني: أجعله في بيت الملك يُنعم ويترف، غذاؤه عندهم غذاء الملك، فتلك الصنعة" انتهى.
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: " أما النصوص الأخرى فلا تحتاج إلى تأويل؛ لأن المعنى فيها ظاهر، مثل قوله سبحانه: تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا، و وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي، و وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا، فلا يدور بخلد أحد أن السفينة تجري بعين الله، ولا أن محمدا عليه الصلاة والسلام في عين الله، وإنما المراد بذلك أن السفينة تجري برعاية الله وعنايته، وتسخيره لها، وحفظه لها، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم تحت رعاية مولاه وعنايته وحفظه وكلاءته، وهكذا قوله في حق موسى: وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي أي تحت رعايتي وحفظي" انتهى من "مجموع فتاواه" (3/66).
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي... والمعنى: ولتربى على مرأى مني بعيني" انتهى من "مجموع فتاواه" (1/255).
وسئل الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله:
هل يجوزُ أن أقولَ لشيءٍ ما، إذا أردتُ مدحَهُ، سواءً كان جمادًا أو إنسانًا: "اسمَ اللهِ عليه" أو "عينَ الله عليه" ؟
فأجاب : النَّاسُ يقولون: "اسمَ الله عليه"؛ كأنه مثل "بسمِ الله عليه"، يعني نوعٌ مِن الذكرِ لحفظِه، لأنْ يحفظَه الله، يعني بسمِ الله عليه ممّن يريدُه بسوءٍ، وكأنَّه يتضمَّنُ الدّعاءَ له بالحفظِ بأنْ يحفظَه الله، يعني: عينُ الله عليه؛ يحرسُه -تعالى سبحانه- مِن شرِّ مَن يريدُه بسوءٍ.
فهذا تعبيرٌ عاميٌّ، ومعناهُ صحيح، والله أعلم" انتهى من موقعه.
وفي فتوى أخرى له، أن جملة "عين الله ترعاك": دعاء. وينظر: موقعه.
فقولك: عين الله ترعاك، دعاء بأن يكون تحت رعاية الله وحفظه، وبمرأى منه، وهي المعية والرعاية الخاصة، وفيه إثبات العين لله تعالى، وإثبات لازم ذلك، من الرؤية والرعاية والحفظ.
والله أعلم.
تعليق