السبت 27 جمادى الآخرة 1446 - 28 ديسمبر 2024
العربية

ما هو الضابط في قبول تفسير آية من القرآن؟

444667

تاريخ النشر : 07-04-2023

المشاهدات : 2597

السؤال

ما الضابط في قبول تفسير آية من القرآن؟ يعني ما الأشياء التي أختبر التفسير بها لأعلم هل هو تفسير مقبول أم لا؟ فأنا أقرأ العجائب في الإنترنت، ولا أعلم كيف أرد هذه المهازل التي أقرؤها ردا علميا على طريقة أهل العلم، أريد أيضا اقتراحات لكتب تتكلم عن هذا الموضوع إن تكرمتم.

الجواب

الحمد لله.

أولا:

ينبغي أن نعلم أن لتفسير القرآن الكريم أصولًا، لا بد أن يحسنها من يروم تفسير كلام الله تبارك وتعالى، وقد كتب العلماء في أصول التفسير، وبينوا الفرق بين التفسير المنقول، وبين التفسير بالمعقول، ووضحوا متى يمكن للإنسان أن يقول برأيه، وفرقوا بين الرأي المحمود والمذموم.

ومن الأصول المهمة التي تعصم من يتعرض لتفسير كلام الله جل جلاله، أو يجتهد في تبين الرأي المحمود من الرأي المذموم في كتاب الله، أن يراعي أمورا :

الأمر الأول:

أن لا يتعارض التفسير مع النصوص المحكمة والأصول المجمع عليها.

قال القرطبي رحمه الله تعالى :

" من قال فيه بما سَنَح َ في وهمه، وخطر على باله، من غير استدلال عليه بالأصول، فهو مخطئ، وإنّ من استنبط معناه بحمله على الأصول المحكمة المتفق على معناها، فهو ممدوح " انتهى  من" تفسير القرطبي " (1/58).

الأمر الثاني: أن يكون التفسير تحتمله لغة العرب.

قال الشاطبي رحمه الله تعالى :

" كل معنى مستنبط من القرآن غير جار على اللسان العربي؛ فليس من علوم القرآن في شيء، لا مما يستفاد منه، ولا مما يستفاد به، ومن ادعى فيه ذلك؛ فهو في دعواه مبطل " انتهى . " الموافقات " (4 / 224 – 225).

الأمر الثالث: أن يتماشى التفسير مع سياق الآية ولا يضاده.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى:

" السياق يرشدُ إلى تبيين المجمل، وتعيين المحتمل، والقطع بعدم احتمال غير المراد، وتخصيص العام، وتقييد المطلق، وتنوع الدلالة، وهو من أعظم القرائن الدالَّة على مراد المتكلم، فمن أهمله غلط في نظره، وغالط في مناظرته. فانظر إلى قوله تعالى: ( ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ )، كيف تجدُ سياقَه يدُلُّ على أنه الذليلُ الحقير " انتهى من "بدائع الفوائد" (4/1315).

الأمر الرابع: عدم معارضة ما استقر عليه فهم السلف الصالح.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :

" من فسر القرآن أو الحديث وتأوله على غير التفسير المعروف عن الصحابة والتابعين فهو مفتر على الله، ملحد في آيات الله، محرف للكلم عن مواضعه، وهذا فتح لباب الزندقة والإلحاد، وهو معلوم البطلان بالاضطرار من دين الإسلام" انتهى من "مجموع الفتاوى" (13/243).

وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم: (287146)، ورقم: (200944)، ورقم: (205290). 

ثانيا:

يوجد عدد طيب من المؤلفات التي تتناول معرفة أصول التفسير وقواعده، نذكر منها:

"مقدمة في أصول التفسير" لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، وعليها شروح طيبة عدة، متوفرة على شبكة الانترنت منها المسموع ومنها المكتوب.

وكتاب "فصول في أصول التفسير" للدكتور مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار.

وكتاب: "قواعد التفسير" للدكتور خالد بن عبد الله السبت.

وكتاب: "قواعد الترجيح عند المفسرين" للدكتور حسين الحربي.

ولعل الأنفع أن تلتحق بـ "أكاديمية التفسير" على شبكة الانترنت، فهي تقدم مقررات طيبة لمن يريد أن يلمّ بأهم مواضيع علوم القرآن ومنها مباحث التفسير.

وأما الكتب المعينة على تفسير كلام الله جل جلاله، وفهم معانيه، فهي كثيرة؛ لكن ننصح أن يبدأ الطالب بمعرفة معاني الألفاظ الغريبة في كتاب الله تعالى، ومن أنفعها للمعاصرين: كتاب "السراج في غريب القرآن"، للدكتور محمد الخضيري، ثم إذا ضبطه، أكثر من النظر في كتاب "المفرادت في غريب القرآن" للراغب الأصفهاني.

ويبدأ بكتاب سهل ميسر في تفسير كتاب الله كاملا، ومن أفضلها: "المختصر في التفسير"، مركز تفسير، أو "التفسير الميسر"، وزارة الأوقاف.

ثم إذا ضبط أحد هذين الكتابين، انتقل إلى "تفسير السعدي" فقرأه بتأمل، وأناة، وأكثر من النظر فيه، ولو جمعه معه تفسير ابن كثير، فهو حسن.

فإذا أتقن ذلك، فتحت له إن شاء الله أبواب النظر في علم التفسير، وانتقل إلى كتبه المعروفة، قراءة، ودرسا.

وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم: (210839). 

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب