الأحد 21 جمادى الآخرة 1446 - 22 ديسمبر 2024
العربية

يعمل في محل ألعاب فيديو ويسأل عن دخله

46203

تاريخ النشر : 11-11-2005

المشاهدات : 25296

السؤال

أنا شاب أعمل بقاعة ألعاب play station وأجني منها قُوتي علما أنها رزقي الوحيد وقد أخبرني أحد الإخوة أن مالها لا يصبح حلالا إلا إذا امتنعت عن العمل في أوقات الصلاة , فأرجو أن تفيدوني أفادكم الله هل المال الذي أجنيه خارج وقت الصلاة حلال أم حرام ؟.

الجواب

الحمد لله.

إذا كان العمل مباحا ، لا إثم فيه ؛ فإن الأجر المترتب عليه مباح كذلك ، هذا هو الأصل في باب الوظائف والأعمال .

وعليه فإذا كان عملك في قاعة الألعاب لا يتضمن فعل منكر أو إقراره أو المعاونة عليه ، كالتخلف عن صلاة الجماعة ، أو سماع الموسيقى ، أو اللعب المشتمل على الميسر ، ونحو ذلك من المنكرات ، فلا حرج عليك في الاستمرار فيه ، والأجر المترتب عليه حلال .

وصلاة الجماعة في المسجد واجبة على الصحيح من قولي العلماء ، وراجع السؤال رقم (40113) ، ورقم (8918) .

واستماع الموسيقى محرم ، وراجع السؤال رقم (5000) ، ورقم (20406) .

وقد دل على وجوب إنكار المنكر أدلة كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ , فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ , فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ , وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ ) رواه مسلم (49) .

ودل على تحريم المعاونة على الإثم ، قوله تعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) المائدة/2 .

وقوله تعالى : ( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً ) النساء/140 .

قال القرطبي رحمه الله : " قوله تعالى : ( فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره ) أي غير الكفر . ( إنكم إذا مثلهم ) : فدل بهذا على وجوب اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر ؛ لأن من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم ، والرضا بالكفر كفر . قال الله عز وجل : ( إنكم إذا مثلهم ) فكل من جلس في مجلس معصية ، ولم ينكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء .

وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلموا بالمعصية وعملوا بها فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية " انتهى .

نسأل الله أن يوفقك لطاعته ، واجتناب معاصيه ، وأن يرزقك رزقا طيبا مباركا فيه .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب